اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 238
فإذا كانت ذنوبه من هذا الشكل وعلى هذه الأسباب، وفي هذه المجاري، فليس يقف عليها كريم، ولا يلتفت لها حليم.
ولست أسميه بكثرة معروفة كريماً حتى يكون عقله غامراً لعلمه، وعلمه غالباً لطبعه، وحتى يكون عالماً بما ترك، وعارفاً بما أخذ. واسم الحليم جامع للكظم، والقدرة، والفهم.
فإذا وجدت الذنب بعد ذلك لا سبب له إلاّ البغضة فلو لم ترض لصاحبه بعقابٍ دون قعر جهنم لعذرك كثيرٌ من العقلاء، ولصوّب رأيك عالمٌ من الأشراف.
ومتى كانت علته طبيعة البذاء، وخلقه الشرارة والتسرع، فاقتله قتل العقارب، وادمغه دمغ رءوس الحيات.
وإذا كان ممن لا يسيء فيك القول، ولا يرصدك بالمكروه إلاّ لتعطيّه على الخوف، وتمنع عرضك من جهة التقيّة فامنعه جميلَ رفدك، واحتل في منعه من قِبَل غيرك؛ فإنك إن أعطيته على هذه الشريطة، وأعظمته من هذه الحكومة فقد شاركته في سبّ نفسك، واستدعيت الألسنة البذيّة إلى عرضك، وكنت عوناً لهم عليك.
وإذا كان ممن لا يسيء فيك القول، ولا يرصدك بالمكروه إلا لتعطيه على الخوف، وتمنع عرضك من جهة التقيَّة فامنعه جميل رفدك، واحتل في منعه من قبل غيرك؛ فإنك إن أعطيته على هذه الشريطة، وأعظمته من هذه الحكومة فقد شاركته في سبِّ نفسك، واستدعيت الألسنة البذية إلى عرضك، وكنت عوناً لهم عليك.
وكيف تعاقبه على ذنبٍ لك شطره، وأنت فيه قسيمه، إلا أن عليك غرمه ولك غنمه.
اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 238