اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 205
دون جميع العيدان والخشب. ولقد غلب بذلك بعض الحجارة؛ إذ صار يرسب وذلك الحجر لا يرسب.
والإنسان أحسن ما يكون في العين ما دام أسود الشعر. وكذلك شعورهم في الجنة.
وأكرم ما في الإنسان حدقتاه؛ وهما سوداوان. وأكرم الأكحال الإثمد، وهو أسود. ولذلك جاء أن الله يُدخل جميع المؤمنين الجنة جُرداً مُرداً مكحَّلين.
وأنفع ما في الإنسان له كبده التي بها تصلح معدته، وينهضم طعامه، وبصلاح ذلك قام بدنه؛ والكبد سوداء.
وأنفس ما في الإنسان وأعزُّه سويداء قلبه، وهي علقةٌ سوداء تكون في جوف فؤاده، تقوم في القلب مقام الدماغ من الرأس.
ومن أطيب ما في المرأة وأشهاه شفتاها للتقبيل، وأحسن ما يكونان إذا ضارعتا السَّواد.
وقال ذو الرُّمَّة:
لمياء في شفتيها حُوَّةٌ لمس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب
وأطيب الظِّلِّ وأبرده ما كان أسود. وقال الراجز: " سود غرابيب كأظلال الحجر ".
اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 205