responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 80
عَلَيْهِ، فَقَالَت: امْضِ لشأنك فَمَا تُرِيدُ من تَوْبَة وَقد بليتُ عِظَامَه، قَالَ: أُرِيد تَكْذِيبه، أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُول:
وَلَو أنَّ ليلى الأخيلية سلمت ... عَلَى ودوني تُرْبة وصَفَائِحُ
لسلّمتُ تَسْلِيم البَشَاشَةِ أوزقا ... إِلَيْهَا صَدى من جَانب الْقَبْر صَائِحُ
فوَاللَّه لَا برحتُ أَوْ تسلِّمي عَلَيْهِ، فَقَالَت: السّلام عَلَيْكَ يَا تَوْبَة ورحمك اللَّه وَبَارك لَك فِيمَا صرت إِلَيْهِ، فَإِذا طَائِر قَدْ خَرَجَ من الْقَبْر حَتَّى ضرب صَدْرها فشهقت شهقة فَمَاتَتْ فدفنت إِلَى جَانب قَبره فَنَبَتَتْ عَلَى قَبره شَجَرَة وعَلى قبرها شَجَرَة فطالتا فالتفتا.

التَّعْلِيق عَلَى الْخَبَر بأكمله
قَالَ القَاضِي: قَول ليلى الأخيلية فِي هَذَا الْخَبَر الَّذِي قدمنَا رِوَايَته: أصابتنا سنُون مجحفة مبلطة، فمجحفة الَّتِي قد جهدتم وأصارتهم إِلَى اختلال أَحْوَالهم، وَالنَّقْص الْبَين فِي وفرهم وَأَمْوَالهمْ، قَالَ الشَّاعِر:
لَوْ قَدْ نزلتَ بهم تَريدُ قراهمُ ... مَنَعُوكَ من جُهْدٍ وَمن إجحافِ
والمبلطة عَلَى نَحْو هَذَا الْمَعْنى، وَهِي الَّتِي فرقت جَمَاعَتهمْ، وشتتت شملهم، وفرقتهم للقحط الَّذِي لَا مقَام مَعَه، والجدب الَّذِي لَا صَبر عَلَيْهِ، وَقد حَدَّثَنَا المظفَّر بْن يحيى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بِشْر المرثدي، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو إِسْحَاق طَلْحَة بن عبد الله الطلحي قَالَ: أَخْبرنِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أَخْبرنِي القرمطي الْوَالِبِي: الإبلاط غَايَة الْجهد وَالْحَاجة، قَدْ أبلط الرَّجُل، وَالسّنة المبلطة الَّتِي قَدْ أكلت كلّ شَيْءٍ فَلم تدع شَيئًا.
وَقَوْلها: لَمْ تدع لَنَا هُبَعًا وَلَا ربَعًا: الرّبع من الْإِبِل الَّتِي تَأتي فِي أول النِّتَاج والهبع الَّتِي تَأتي فِي آخِره، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَا وجد ثَكْلَى كَمَا وَجِدَتْ ... وَلَا أمُّ أضلها ربعُ
وَقَالَ الْأَعْشَى:
تلوي بِعَذِقِ خضاب كُلما خَطَرَتْ ... عَنْ فَرْجِ مَعْقُومة لَمْ تَتبع رُبَعا
وَيُقَال لَهُ ربيع، قَالَ الشَّاعِر:
إِن بَنِيَّ صِبْيَةٌ صيْفِيُّون ... أَفْلح من كَانَ لَهُ رِبْعيُّون
وَقَالَ آخر:
إذْ هِيَ أحْوَى من الرِّبِعيِّ، حاجبهُ ... والعينُ بالإثمد الحاريِّ مكحولُ
وروى أنَّ دَرَاهِم أَصْحَاب الْكَهْف كَانَتْ كأخفاف الرِّبْع ويروى أنَّ يُونُس عَلَيْهِ السّلام لمّا جعل النُّبُوَّة تفسّخ تحتهَا كَمَا يتفسخ الرِّبْعُ تَحت الْحِمْل الثقيل.
وَقَوْلها: وَلَا عافطة، تُرِيدُ الْوَاحِدَة من الضَّأْن، وَلَا نافطة، الْوَاحِدَة من المَعز، يُقَالُ:

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست