responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 710
أرفيّ كلِّ ثرّةٍ مِجْفالِ
قَالَ ابْن دُرَيْد: الأرفيّ: لبن الظباء، قَالَ القَاضِي: وَقَوله: ثرَة غزيرة، ويروي بَيت عنترة:
جادتْ عَلَيْهِ كلُّ عينٍ ثرّةٍ ... فتركن كلَّ قرارةٍ كالدرهم
وَقَوله: كجفال: أَي كَبِيرَة تعمُّ لسعتها، وَمن هَاهُنَا قيل: فلَان يَدْعُو الجفَلَى أَي يعمّ بعوته، وَإِذا خصّ وَلم يَعُم قيل: دَعَا النَّقرى، قَالَ طرفَة:
نحنُ فِي المشتاةِ نَدْعُو الجَفْلَى ... لَا ترى الآدبَ فِينَا يَنْتَقِرْ
وَقَالَ الآخر:
إنّا سنجزيكَ جَزَاء جزلا ... فقد بَرَعْتَ كرمًا وبَذْلا
إنَّ بأقصى ذَا الْكُهَيْفِ هجلا ... فاختفِ مِنْهُ جنبا مبتلا
تلقى غنى يطرد عَنْك الأزلا
قَالَ القَاضِي: الْجَهْل: الشَّيْء المخبوء الْكثير، وَقَوله: فاختفِ مِنْهُ جانبًا مبتلا: أَي اكتشفه وأظهره، يُقال: اختفى فلَان كَذَا إِذا أظهره بعد استتاره، وَمثله خَفَاهُ، وخفيتُ الشيءَ أظهرته، وأخفيته سترته. وَرُوِيَ أَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن المختفي والمختفية يَعْنِي النبَّاش والنبّاشة. وَقد ذكرت من وُجُوه هَذَا الْبَاب وتصريفه فِي بعض أَوَائِل مجالسنا هَذِه وَفِيمَا رسمناهُ من عُلُوم الْقُرْآن مَا يُغْنِي عَن إِعَادَته فِي هَذَا الْمَكَان. وَقَوله يطرد عَنْك الْأَزَل بِفَتْح الْهَمْزَة الْفَاقَة والفقر والإضاقة، فَأَما الإزل بِكَسْر الْهَمْزَة فالكذب، قَالَ الشَّاعِر:
يقولونَ إزلٌ حبُّ ليلى وذكرُها ... وَقد كَذَبوا مَا فِي مَوَدَّتِها إزْلُ
وَمن الْأَزَل بِمعنى الضّيق قَول زُهَيْر:
تجدهم على خيَّلتهم إزاءها ... وَإِن أفسدَ المالَ الجماعاتُ وَالْأَزَلُ
يرْوى هم إزاءها وعَلى أَن تَجعل فِي مَوضِع اسْم مَرْفُوع، إِلَّا أَنَّهُ نصبَ على الظّرْف، واستقامَ فِيهِ الْوَجْهَانِ كخلف وَإِمَام، قَالَ لبيد:
فَغَدَتْ كلا الفرجين تحسبُ أَنَّهُ ... مولى المخافةِ خلفُها وأمامُها
وَهَذَا من الْبَاب الَّذِي أَتَى على السعَة، قَالَ الله تَعَالَى: " بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ " " سبأ:33 " وَإِذا جعل إزاؤها بِمعنى الْمُخْتَص بالاسمية دون الظّرْف، وَجعل مَكَانَهُ اسْم مَحْض لَا يكون ظرفا وَكَانَ على أفعل أَو فِيهِ لَام وَألف اتجه فِيهِ وَجْهَان من الْإِعْرَاب: الرّفْع على أَنَّهُ خبر الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ هم، وَهِي لغةُ أهلِ نجدٍ وَبني تَميم، والنصبُ على أَنَّهُ مفعولٌ " تَجدهم " الثَّانِي، وَيكون هم فصلا، وَهَذِه عبارَة الْبَصرِيين من النَّحْوِيين، فأمّا كوفيّوهم قيسمّونها الْعِمَاد، وكلُّ مَا أَتَى فِي الْقُرْآن من هَذَا الْبَاب فَهُوَ مَنْصُوب فِي قراءتنا ورسم مَصَاحِفنَا، وَقد حكى رَفعه فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود ورسم مصحفه، فَفِي قراءتنا:

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 710
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست