responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 698
دِمَاء الَّذِينَ قتلوا فِي فخ
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي الْعَلَاء الإيصاحي الْمَعْرُوف بحرمي قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد يَعْنِي عبد الله بن شبيب قَالَ، حَدَّثَنِي عَليّ بن طَاهِر قَالَ: التقى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد ومُوسَى بن عبد الله فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس بن مُحَمَّد: يَا أَبَا حسن مَا رثيت بِهِ أَصْحَابك الَّذِينَ قتلوا بفخ؟ قَالَ: قلت:
بني عمنَا ردُّوا فضول دمائنا ... ينم ليلكم أَولا تَلُمْنَا اللوائمُ
قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاس: دماءٌ واللَّه لَا تردُّ عليكَ أبدا. فَقَالَ مُوسَى بن عبد الله: ذَلِكَ إِذا كَانَ الأمرُ إِلَيْك فصدقت.
قَالَ القَاضِي: ينم ليلكم آمنينَ غير خائفينَ وتستقرُّ بكم مضاجعكم، والعربُ تَقُولُ: ليل نَائِم وسرّ كاتِم، تريدُ ليل منوم فِيهِ وسر مَكْتُوم، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
لقد لمتنا يَا أمَّ غَيْلان فِي السُّرى ... ونِمْتِ وَمَا ليلُ المطيِّ بنائِمِ
وَقَالَ آخر:
إنَّ الَّذِينَ قتلتم أمسِ سيِّدهم ... لَا تَحسبوا ليلَهم عَن ليلكم نَامَا
وَقَالَ آخر:
حارثُ قد فرَّجت عَنِّي غمي ... فنامَ ليلِي وتجلَّى همي
يريدُ أنَّهم لَمْ يَنَامُوا عَن وترهم، وأنَّهم طالبون لَهُ منقطعونَ للسعي فِي إِدْرَاكه. وَهَذَا النَّحْو من مجَاز الْعَرَبيَّة كثير فِي اللُّغَة فصحٌ عِنْد الْعلمَاء بِهَا، مطَّردٌ مستمرٌ فِيهَا.

فرّغ رَأْيك للمهم
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ، حَدَّثَنَا ابْن أبي سعيد الْبَلْخِي الْوراق قَالَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد السكرِي عَن الْفضل بن مُحَمَّد الْعلوِي العباسي عَن عُبَيْد الله بن الْحَسَن الطَّالِبِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: إِن رَأْيك ر يَتَّسِع لكل شَيْء ففرغه للمهم، وَإِن مَالك لَا يُرْضِي النَّاس كلَّهم فتوخّ بِهِ أهلَ الحقّ، وَإِن كرامتك لَا تطِيق الْعَامَّة فاخصصْ بِهَا أهل الْفضل، وَإِن ليلك ونَهارك لَا يستوعبان حَاجَتك، فَإِن دأبت بِهما فَأحْسن قسمتهما بَين عَمَلك ودعتك. قَالَ الْكَوْكَبِيّ: وَزَادَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْهَرَوِيّ: فَإِن شغلت من رَأْيك فِي غير المهم أزرى بك فِي المهم، وَمَا صرفت من مَالك إِلَى أهل الْبَاطِل فقدته عِنْد طلب الْحق، وَمَا عدلت بِهِ من كرامتك إِلَى أهل النَّقْص أضرَّ بك فِي الْعَجز عَن أهل الْفضل، وَمَا شغلت من ليلك ونَهاركَ فِي غير الْحَاجة أزرى بك فِي الْحَاجة.

توالي ذهَاب السُّلْطَان وَأَصْحَابه
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَن أستاذ الْهَروي قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي، قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذر مُحَمَّد بن الْمُنْذر قَالَ، أَخْبَرَنِي آدم بن عتيبة قَالَ، أخبرنيه رجلٌ من بني

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 698
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست