responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 676
تكن حظيَّةً عِنْده، فظنّت أَن الْفَم الأدرد يُعجبُهُ، فعمدتْ إِلَى فهرٍ فصكَّت بِهِ أسنانها حَتَّى ألقتها ثمَّ جائته فلمّا رَآهَا قَالَ: أعييتني بأشرٍ فكيفَ بدردرٍ؟! والأدرد: الَّذِي لَيْسَ فِي فِيهِ شَيْء من الْأَسْنَان، يُقَال: دَرِدَ الرجل يَدْرَدُ إِذا لَمْ يبقَ لَهُ سنٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَوْصَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام بِالسِّوَاكِ حَتَّى خفتُ أَن أدرد ". ويُقالُ: رجل أدرد وَامْرَأَة درداء، ودريدٌ تَصْغِير أدرد، ويسمِّي هَذَا البصريون من النَّحْوِيين تَصْغِير التَّرْخِيم لحذف مَا حذف مِنْهُ، وَلَو صغِّر على أَصله وَتَمَامه لقيل أُدَيْرِد. وَمثل هَذَا أَحْمد وأحميد وحُميد وأزرق وأزيرق وزُريق. وَمن الأدرد قَول الشَّاعِر:
فَمَا تدَّري من حيّةٍ جبليَّةٍ ... سكاتٍ إِذا مَا عضَّ لَيْسَ بأدْردا
وَقَول امْرِئ الْقَيْس " وتشوص " أَي تغسلُهُ غسلا تبالِغُ فِيهِ بالمضمضة ورُوي عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل يشوصُ فَاه بِالسِّوَاكِ.

طوق بن مَالك وأعرابية
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ، حَدَّثَنَا عَليّ بن هِشَام الرقي قَالَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يحيى بن مُسلم الْحَرَّانِي قَالَ: كَانَ طوقُ بن مَالك يتولَّى الدبار وَكَانَ من عَادَته إِذا صلَّى الْجُمُعَة أَن يُنادي مناديه: من لَهُ مظْلمَة، مَنْ لَهُ قصَّة، من لَهُ حَاجَة فليشهد الْبَاب ولينصرف. فَفعل هَذَا فِي جُمُعَة من الْجمع، فلمّا صَار بَين بَاب دَاره وَالْمَسْجِد اعترضته امرأةٌ أعرابيةٌ من بني كلاب كاللبُؤة الْمُجْرِية، فَأخذت بعنان دابتّه ثُمَّ أنشات تَقُولُ:
يَا طوقُ يَا ذَا الجودِ فاسمع إِلَى ... مقصِد هذي الْمَرْأَة المسلمهْ
ناديتَ من كَانَت لَهُ قصَّة ... أَو حاجةٌ أَو من لَهُ مظلمهْ
فليشهدِ البابَ، فقد جئتُهُ ... أَشْكُو إِلَيْك السنَّة المظلمهْ
أمّ بَنِينَ كلّ يَوْم لَهَا ... قتلٌ وَفِي أموالِنَا ملحمه
أَعْد بني الدُّنْيَا على دهرهم ... وابنِ لعدنانَ بِهَا مكرمه
فقَالَ: أَي وَالله أيُّتها الْمَرْأَة، نُعديك على دهرك. ثُمَّ أَمر الخدم بضَمهَا، فرأيتها بعد ذَلِكَ بِحال حسنةٍ وبزةٍ جميلَة.

الشُّعَرَاء يستأذنونَ على عقيلة بنت عقيل بن أبي طَالب
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَالِح قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه ابْن النطاح قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدة عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن صالِح بن كيسَان، قَالَ: كَانَت عقيلة بنت عقيل بن أبي طَالب تجلسُ للرِّجَال، فاستأذنَ عَلَيْهَا جميلٌ فَأَذنت لَهُ، فَلَمَّا دخلَ قيل لَهَا: هَذَا كثيرٌ بِالْبَابِ، فَقَالَت: أدخلوه، فَمَا لبث أَن قيل لَهَا: هَذَا الأحوصُ بِالْبَابِ، فَقَالَت: أدخلوه. فَأَقْبَلت على جَميل وَقَالَت: ألسْتَ الْقَائِل:

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 676
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست