responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 663
والرّضا بالهوان. قَالَ: فَمَا الْفقر؟ قَالُوا: شَرَهُ النَّفس، وَشدَّة الْقنُوط. قَالَ: فَمَا الشّرف؟ قَالُوا: الْفِعْل الْكَرِيم، والحَسَبُ الصميم، وَالْفرع العميم. قَالَ: انصرفوا يَا بنيَّ، الْآن أسمحت للْمَوْت قَرونتي، وَأَنْشَأَ يَقُول:
هوَّن فَقْدَ الْحَيَاة أنِّي ... خلَّفت ذكْرًا على الزمانِ
أخلافَ أسلافِ بيتِ مُلْك ... مُؤَيّد الأسِّ والبواني
فَالْآن فلترشف المنايا ... مَا أسْأر الدَّهْر من جناني

تعليقات
قَالَ القَاضِي: قَول الشَّرْقِي فِي شَمر يرعش " مَيْمُون النّقيبة مغضور النّاصية " وَصفه بالْيُمن وَالْبركَة مَعَ خلوص الْحُرِّيَّة وكَرَم النَّجر والشِّيمة، يُقَال للْأَرْض الْحرَّة الطين الطّيبَة الترب غضراء، وَمِنْه غضارة الْعَيْش وغضارة النِّعْمَة، وَمِنْه اشتق اسْم غاضرة من بني أَسد، ويروى بَيت تَوْبَة بن الْحمير:
أبيني لَنَا لَا زَالَ ريشُك ناعِمًا ... وَلَا زلت فِي غَضْراء غضٍّ نضيرُها
على وَجْهَيْن: غضراء وخضراء. وَقَوله " لَا يمْنَع " بِمعنى لَا يُرَد وَلَا يدْفع، وَقَوله " مدى فِي دونه تُنجذ التجارب ذَا الحجى " معنى تنجّذه: تحكّمه وتقرّ عقله وحلمه، والنواجذُ الأضراسُ وَاحِدهَا ناجذ، وفيهَا ناجذ ينْبت عِنْد تناهي الشَّباب ومقاربة التكهُّل يُقال لَهُ ضرس الْحلم، وتسمّيه الْعَامَّة ضرس الْعقل، قَالَ سحيم بن وثيل:
وماذا يدَّري الشعراءُ منّي ... وَقد جاوزْتُ حدَّ الْأَرْبَعين
أَخُو خمسينَ مجتمعٌ أشدِّي ... ونجَّذني مجاورة الشؤون
كسر نون الْجمع فِي " الْأَرْبَعين " لتتفق حركاتُ الْإِطْلَاق فِي قوافيه، وَهِي لُغَة ضعيفةٌ جَارِيَة فِي شذوذها مجْرى فتح نون الِاثْنَيْنِ كَقَوْل الشَّاعِر:
على أحوذيَّين آستقلَّت ركابَها ... فَمَا هِيَ إِلَّا لمحةٌ فَتَغيبُ
وَقد يُقال فِي الناب ناجذة. وَقَول بني شمر " الْجُلُوس على الخَسْف " معناهُ الهوان والمذلة، وَفِيهِ لُغَتَانِ: الخَسْف والْخُسْف، قَالَ الراجز يصف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنْ سيم خسفًا وجهُهُ تربَّدا " فِي إِعْرَاب هَذَا الْبَيْت وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون سيم فعلا فَارغًا لقَوْله وَجهه، وَوَجهه مَرْفُوع لِأَنَّهُ لَمْ يسمَّ فَاعله، وَالتَّقْدِير فِيهِ إِن سيم وَجهه خسفًا، وَهَذَا من الْبَاب الَّذِي يُقال فِيهِ فعلت هَذَا لوجهك أَي لَك، وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون فِي سيم ضمير هُوَ اسمٌ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي سيم بِمعنى إِن سيم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خسفًا، وَقَوله تربَّدا ابْتِدَاء، وَخبر جملَته جَوَاب الشَّرْط " وَهُوَ إِن سيم ". كَأَنَّهُ قَالَ إِن سيم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَسْفًا تربَّد وجهُه أَي تنكر، وَأبي أنفًا وحميَّة وغضبًا. وَقَول شمر: " الْآن أسْمَحت للْمَوْت قَرُونتي " أَي طابت

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 663
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست