responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 661
فأعادتْ فأحسنتْ ثُمَّ ولَّت ... تتهادى فقلتُ أمّ سعيد
يعجز المَال عَن شراكِ ولكنْ ... أَنْت فِي ذمَّة الهمامِ يزِيد
إنْ نذكِّر بك الإِمَام بصوتٍ ... معبدٍّ يزيلُ حَبْلَ الوريد
يفعل الله مَا يَشَاء فظنِّي ... كلَّ خيرٍ منّا هناكَ وزيدي
ثُمَّ ودّعاها وانصرفا، فلمَّا دخلا على يزِيد قَالَ للأحوص: أَنْشدني أقربَ شعر قلته فأنشده:
إنَّ زينَ الغدير من كسر الجرَّ وغنَّى غنّاء فحلٍ مجيدِ
وَقَالَ لِمعبد: غنّني أقرب غناءٍ غنيته، فغناه إِن زينَ الغدير منْ كسر الجرّ، فَقَالَ: لقد اجتمعتما على أمرٍ، فقصَّا عَلَيْهِ القصَّة، فَكتب إِلَى عَامله على البلقاء: ابتعْ هَذِه الْجَارِيَة بِما بلغت، فابتاعها بِمائة ألف دِرْهَم وأهداها إِلَى يزِيد فحظيت عِنْده، وحلَّت ألطفَ محلٍّ من قلبه. قَالَ: فوَاللَّه مَا انصرفنا حَتَّى صَار إِلَيْنَا من الْجَارِيَة مالٌ وخلعٌ وألطافٌ كَثِيرَة.

الْمجْلس الثّامِن والثَمانون
لَمَّا وَقعت بَنو إِسْرَائِيل فِي الْمعاصِي
أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَطْبَقِيُّ قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بُذَيْمَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا وَقعت بَنو إِسْرَائِيل فِي الْمعاصِي نهتهم علماؤهم فَلم ينتهو، فَجَالَسُوهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ، قَالَ يَزِيدُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَفِي أَسْوَاقِهِمْ.
وَوَاكَلُوهُمْ وَشَارَبُوهُمْ فَضَرَبَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، فَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَان دَاوُد وَعِيسَى ابْن مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى يَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا.

وجوب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن لمنكر
قَالَ القَاضِي: فِي هَذَا الْخَبَر مَا دلّ على وجوب الأر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، وهجر أهل الْمعاصِي ومجانبة المجالسة لَهم والأنس بهم، وإيناسهم يالمقاربة ومخالطتهم بالمؤاكلة والمشاربة، والتنزه عَن مداهنتهم، وَلُزُوم الْمُسلمين عطفهم على وَاجِبَات الدّين وردِّهم إِلَى اتِّبَاع سَبِيل الْمُؤمنِينَ.
وَقَوله حَتَّى يأطروهم على الْحق أطرًا. معناهُ يعطفونَهم عَلَيْهِ عطفا. يُقال: أطرتُ الرجل على الشَّيْء آطرُه أطرًا، فَأَنا آطر بِهِ، وَهُوَ مأطور، وَمن ذَلِك قَول طرفَة بن العَبْد:
كَأَن كِنَاسَيْ ضالةٍ يَكْنُفَانِهَا ... وأَطْرَ قِسَيٍّ تَحت صلب مُؤيد
الضَّالة: السِّدْرَة فِي البريَّة الْبَعِيدَة من المَاء تُجمع ضَالًّا كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
يَا مَا أميلح غزلانًا شدنَّ لنا ... من هؤليائكن الضال والسَّمُرِ
والعبرية السِّدْرَة الَّتِي على المَاء تُجمع عُبريًّا كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 661
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست