responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 65
يُغني بهَا لجزت شَهَادَته.
قَوْله: أحشمتني لُغَة، وحَشَمْتني أَكثر فِي الْعَرَبيَّة، قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرُك إنّ قُرْص أبي خُبيبٍ ... بَطِيءُ النُّضْجِ مَحْشُوم الأكيلِ

وَمن مأثور الحكم
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَزْيَد الْخُزَاعِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ: حَدَّثَنِي عليّ بْن مُحَمَّد الْمَدَائِنِي، قَالَ: قَالَ ملك من مُلُوك الْأَعَاجِم لحكيم من حكمائهم: أَي الْمُلُوك أَحزم؟ قَالَ: من ملك جَدُّه هَزْلَه، وقهر رأيهُ هَوَاه، وعَبّر فعلُه عَنْ ضَمِيره، وَلم يَخْدَعْهُ رضاهُ عَنْ خَطَئِهِ، وَلَا غَضَبُهُ عَنْ كَيْدِه.
قَالَ القَاضِي: هَذَا من أفْصح لفظ وَأحسنه، وأوضح معنى وأبينه، وأنشدنا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: أَنْشدني أَبِي لبَعض الْأَعْرَاب:
أَلا يَا حَمَام الشِّعْبِ شِعْبَ مؤنسٍ ... سُقِيتَ الغَوادِي من حَمَام وَمن شِعبِ
سُقيت الغَوادِي رُبَّ خودٍ خَرِيدَةٍ ... أصاختْ لخفضٍ من غِنَائك أَوْ نصبِ
فَإِن يرتحلْ صَحْبِي بجُثْمانِ أعظُمي ... يُقِمْ قَلْبِيَ المحزونُ فِي منزل الركبِ

الْمجْلس الْعَاشِر
رجل أحب قومه
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو بكر بن أبي شيبَة الْبَزَّاز، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وثلثمائة قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حَسَّانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَجُلٌ أحب قوما وَلما يعْمل مثل عَمَلَهُمْ، قَالَ: " هُوَ مِنْهُمْ " قَالَ: فَمَا فَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ.

التَّعْلِيق عَلَى الحَدِيث
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفَج: أبان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا جَاءَ عَنْهُ فِي هَذَا الحَدِيث أنَّ من تَولّى قوما وأحبهم، وَكَانَ رَاضِيا بِمَا أَتَوْه من أفعالهم فَهُوَ مِنْهُم، فِي اسْتِحْقَاقه الثَّنَاء والمدح، والتولي لمشاركته إيَّاهُم فِي اعْتِقَاد مَا يعتقدونه وَفِي اسْتِحْسَان مَا يستحسنونه، وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي من تولى قوما على اعْتِقَاد فَاسد وَفعل قَبِيح فِي أَنَّهُ مُلْحق فِي الذَّم بهم، وجار فِي سُقُوط الْمنزلَة مجراهم.
وَجَاء فِي الْخَبَر أَن من حضر الْفِتْنَة فأنكرها فَهُوَ بِمَنْزِلَة ن غَابَ عَنْهَا، وَمن غَابَ عَنْهَا وَرَضي بهَا كَانَ بِمَنْزِلَة من شَهِدَهَا، وَقد قَالَ اللَّه جلّ جَلَاله " يَا أَيهَا الَّذين آمنا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعضٍ، وَمَنْ يتولّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يهدي الْقَوْم الظَّالِمين "، وَقَالَ جلّ اسْمه: " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعضهم من

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست