responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 631
فأثارَ فارُطُهمْ حَماما جثَّما ... أصواتها كتراطنِ الْفُرْسِ
وَقَالَ العجَّاج:
ومنهلٍ وردتُهُ التقاطا ... لَمْ ألقَ إِذْ وردتُه فرَّاطاً
إِلَّا الحمامَ الْوُرْقِ والغطاطا
والأرق الَّذي يشبه لَونه لون الرَّماد، وَيُقَال بعيرٌ أَوْرَق وحمامة وَرْقَاء، والجميع ورقٌ، مثل أَحْمَر وحمر وأزرق وزرق، والغطاط ضرب من القطا.
وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ حاكيًا عَن نبيّه مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلام " قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى " طه:45 الْمَعْنى أَن يسْبق إِلَيْنَا من بَوَادِر فِرْعَوْن مَا نكرهه. ويُقال: فَرَطَ من فلانٍ كَلَام سوء أَي سبق وَبدر. ويُقالُ فِي دُعَاء الْمُصَلِّين على من مَاتَ من أطفالِ الْمُسلمين: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لنا فرطا، أَي سَابِقًا لنا إِلَى الْجنَّة ينتظرنا. وَرُوِيَ أَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آله قَالَ لَمَّا دُفِنَ عُثْمَان بن مَظْعُون: هَذَا قبرُ فرطنا، وَإنَّهُ وضعَ حَجَرًا عِنْد رَأسه، وَكَانَ أوّلَ من دُفِنَ فِي بقعةٍ ارتادها رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آله من بَقِيع الْغَرْقَد، وإنَّه إِذا مَاتَ الْمَيِّت بعده قيل: يَا رَسُول الله أَيْن ندفنه؟ يَقُول: عِنْد فرطنا عُثْمَان بن مَظْعُون. وَرُوِيَ عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم أنّ أوَّل من دُفِنَ بِالبَقِيعِ أسعد بن زُرَارَة، قَالَ الْوَاقِدِيّ: هَذَا قَول الْأَنْصَار، والمهاجرون يَقُولُونَ أوَّل من دفن بِالبَقِيعِ عُثْمَان بن مَظْعُون. وَقَالَ تَعَالَى: " لَا جَرَمَ أنَّ لَهُمُ النَّارَ وأنَّهم مُفْرَطُونَ " النَّحْل:62. هَكَذَا قَول أَكثر الْقُرَّاء فِي معنى أنَّهم مقدّمون إِلَيْهَا يعجّلون. وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر الْمدنِي وأنَّهم مفرِّطون، بِكَسْر الرَّاء وتشديدها على وَصفهم بالتفريط، وَهُوَ الإضاعة لما فِيهِ نجاتِهم، يُقالُ فرَّط فلَان فِي أمره إِذا أهمله وأضاعَ الْأَخْذ بالحزم فِيهِ، وَمن ذَلِكَ قَول لبيد بن ربيعَة العامري:
أَقْْضِي اللبانة لَا أفرِّط رِيبَة ... أَو أَن يلومَ بحاجةٍ لوَّامها
وَقيل: إنَّ هَذَا فِي الأَصْل من الْبَاب الَّذي قدمنَا ذكره، وَفسّر معناهُ بِأَنَّهُ أَرَادَ لَا أقدم شكًّا وَلَا ادْع رِيبَة تتقدّمني. وَقَرَأَ نَافِع: " وأنّهم مفرطون " بِكَسْر الرّاء وتخفيفها من الإفراط، يُقال أمرٌ مفرط، وَقد أفرط الإِنْسَان وَغَيره إِذا تجَاوز الْحَد وَصَارَ بذلك مفرطًا. وَقد يرجع هَذَا إِلَى الأَصْل الَّذي قدمنَا القَوْل فِيهِ وكأنّه بَدَرَ وسبقَ إِلَى تَجاوز الْحَد فَصَارَ بذلك مفرطًا. وَقد جَاءَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آله أَنَّهُ قَالَ: " أَنا فَرَطُكُمْ على الْحَوْض " أَي السَّابِق لكم إِلَيْهِ منتظرًا ورودكم عَلَيْهِ.

مُصعب بن الزبير وَابْن ظبْيَان
حدَّثنا محمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة وَأَخْبَرَنَا الأشنانداني عَن التوزي عَن أَبِي عُبَيْدَة قَالَ: قتل مُصعب بن الزبير نابي بن ظبْيَان أحد بني

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 631
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست