responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 597
فَقَالَ يزِيد: مَا قُمْت لأجلس فَأذن لي فِي الْكَلَام، فَقَالَ: هَات، فَأخْبرهُ بمجيء عمر إِلَيْهِ وَقَالَ: قد حملت النّصْف وضمنت عَلَيْك البَاقِينَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن مقَامي بِالشَّام لمن تَمام نعْمَة الله على بأمير الْمُؤمنِينَ، إِنَّه لم يعمد إِلَى أحد فِي حَاجَة إِلَّا قَضَاهَا الله بك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ على يَدي، فَقَالَ سُلَيْمَان: قد وهبنا ذَلِك كُله لَك، فلك حَمده وعلينا غرمه.

الرشيد يستنشد الْكرْمَانِي شعرًا

فِي خلوب جَارِيَة الرشيد
حَدثنَا الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الكواكبي قَالَ: حَدَّثَنِي عمي أَبُو عَبد اللَّه أَحْمَد بْن فراس السَّامِي قَالَ حَدَّثَنَا الجهم بْن بدر قَالَ: قَالَ الْكرْمَانِي فِي خلوب جَارِيَة الرشيد شعرًا، فَبلغ الرشيد فَوجه إِلَيْهِ وأقعد الرشيد خلوب خلف ستر، وَمر الْكرْمَانِي بِالْفَضْلِ بْن الرّبيع فَقَالَ: إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد وَجه إِلَيّ فأنشده إِن استنشدني؟ قَالَ؛ نعم، بعد الْأمان. فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ الرشيد: أَأَنْت الْكرْمَانِي؟ قَالَ: نعم، قَالَ: أَنْشدني، قَالَ فِي الزّهْد؟ قَالَ: لست هُنَاكَ، قَالَ: فَفِي المديح؟ قَالَ: وَلَا، قَالَ: فَمَا أنْشدك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: شعرك فِي خلوب، قَالَ: بعد الْأمان يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ: نعم، فأنشده قَوْله فِيهَا حَتَّى بلغ:
لَو لم أذقها طَابَ لي حبها ... لكنني ذقت فَلَا ذقت
فَخرجت خلوب من وَرَاء السّتْر فَقَالَت: وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا ذقته وَلَا ذاقني، وَلَا رَأَيْته وَلَا رَآنِي، وَقد أقرّ بِالزِّنَا فحده، قَالَ: يَا خلوب قد أعطيناه الْأمان، قَالَت: لَا أَمَان فِي حدٍ من حُدُود الله عز وَجل، قَالَ: قد سَمِعت يَا كرماني، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ الله عز وَجل: " وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ " الشُّعَرَاء:224 إِلَى قَوْله: " وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ " الشُّعَرَاء:226 قَالَ: صدقت، وَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم.

طَريقَة الشُّعَرَاء
قَالَ القاضين: وَمن الْمَوْجُود فِي طَريقَة الشُّعَرَاء أَنهم يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ، ويصفون من يمدحونه أَو يَهْجُونَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَبِمَا لَا علم لَهُم بِهِ، وَقد قَالَ فِي هَذَا عمرَان بْن حطَّان للفرزدق:
أَيهَا المادح الْعباد ليُعْطى ... إِن لله مَا بأيدي الْعباد
فسل الله مَا طلبت إِلَيْهِم ... وارج فضل الْمُهَيْمِن العواد
وَلَا تقل فِي الْجواد مَا لَيْسَ فِيهِ ... وَتَسِم الْبَخِيل باسم الْجواد
وأنشدني عَن ابْن الرُّومِي:
يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ مسَبَّة ... من الله مسبوب بهَا الشُّعَرَاء
وَمَا ذَاك فيهم وَحده بل زِيَادَة ... يَقُولُونَ مَا لَا يفعل الْأُمَرَاء

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 597
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست