responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 595
وَقَالَ بعض الْعَرَب: بل الصَّافِن الَّذِي يجمع بَين يَدَيْهِ، وَالَّذِي يرفع طرف سنبك رجلَيْهِ فَهُوَ مخيم، يُقَال أخام بِرجلِهِ.
وَقَالَ الْفراء: الصافنات فِيمَا ذكر الْكَلْبِيّ بِإِسْنَادِهِ: الْقَائِمَة على ثَلَاث، وَقد أناخت الْأُخْرَى على طرف الْحَافِر من يدٍ أَو رجلٍ، وَهِي فِي قِرَاءَة عَبد اللَّه " صَوَافِن فَإِذا وَجَبت " الْحَج:36 يُرِيد معقولة على ثَلَاث، وَقد رَأَيْت الْعَرَب تجْعَل الصَّافِن الْقَائِم على ثَلَاث أَو غير ثَلَاث، وأشعارهم تدل على أَنه الْقَائِم خَاصَّة، وَالله أعلم بصوابه.
وَقد رُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه قَالَ لرجل يُرِيد نحر نَاقَته: انحرها معقولة الْيُمْنَى أَو الْيُسْرَى قَائِمَة على ثَلَاث، سنة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَو نَحْو هَذَا القَوْل. وَقد قرئَ: " فاذكروا اسْم الله عَلَيْهَا صَوَافِن " الْحَج:36 على مَا تقدم من الْحِكَايَة عَن ابْن مَسْعُود وصوافي بِمَعْنى خَالِصَة لله عز وَجل من الصفاء والخلوص، فَأَما قِرَاءَة الْجُمْهُور الْأَعَمّ والسواد الْأَعْظَم فَإِنَّهُ صواف على جمع الصافة وَهِي المصطفة، ورسم مصاحف الْمُسلمين شَاهد لهَذِهِ الْقِرَاءَة بِالصِّحَّةِ مَعَ استفاضة النَّقْل لَهَا فِي الْأمة، وَقد قَالَ عَمْرو بْن كُلْثُوم فِي معنى هَذِه اللَّفْظَة:
تركنَا الْخَيل عاكفة عَلَيْهِ ... مقلدة أعنتها صُفُونا
وَأما قَوْلهَا: وَلَا مَا هُنَا فَإِنَّهَا تَعْنِي وَلَا خَادِمًا، وَمن الماهن قَول الشَّاعِر:
وهَزئْنَ مِنِّي أَن رأَينَ مُوَيْهِنًا ... تَبدُو عَلَيْه شَتَامَةُ الْمَمْلُوك
المويهن: تَصْغِير ماهن، والخويدم تَصْغِير خَادِم، والشتامة الْقبْح والكلوح، يُقَال: وَجه شتيم أَي باس قَبِيح، وَمن هَذَا الشتم والشتيمة فِي القَوْل مَعْنَاهُ قبحه وقذعه، والمشاتمة المسابة وهما من هجر القَوْل وفحشه.
وَقَالَ بعض اللغويين: لَا يُقَال عضنا الدَّهْر وَإِنَّمَا يُقَال عظنا بالظاء، وَالْمَعْرُوف فِيهِ الضَّاد.

أعز شَيْئَيْنِ دِرْهَم حَلَال وَأَخ فِي الله
حَدثنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَة الأَزْدِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى الوَاسِطِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة عَن حزم بْن أَبِي حزم قَالَ: كَانَ يُونُس بْن عبيد يمر بِنَا فِي بني لَاحق فَيَقُول: مَا أعرف الْيَوْم شَيْئا أعز من شَيْئَيْنِ: دِرْهَم حَلَال وَأَخ فِي الله عز وَجل. وأنشدنا إِبْرَاهِيم قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى:
خير إخوانك المشارك فِي الْمُرِّ ... وأيْن الشّريكُ فِي المر أَيّنَا
لَا يني شَاهدا يَسُرك بالبش؟ ... ر وَإِن غبتَ كَانَ أُذْنًا وعَيْنًا
مثل سر العقيان إِن مَسّه النا ... رِجْلَاهُ التلام فازداد زينا
تَفْسِير بعض الْأَلْفَاظ ويروي: أخلصه الْقَيْن وَهُوَ الْحداد، العقيان من أَسمَاء الذَّهَب. وسره أخلصه وأشرفه،

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 595
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست