responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 549
الْعَلَانِيَة مَحْمُود الْعَاقِبَة، وَأما الْجزع فَغير معوضٍ عوضا مَعَ مأثمه، وَلَو كَانَا فِي صُورَة رجلَيْنِ لَكَانَ الصَّبْر أولاهما بالغلبة بِحسن الصُّورَة وكرم الطبيعة فِي عاجله فِي الدَّين وآجله فِي الثَّوَاب، وَكفى بِمَا وعد الله فِيهِ لمن آلهمه الله إِيَّاه.

تَفْسِير بعض الْأَلْفَاظ
قَالَ القَاضِي: فِي هَذَا الْخَبَر أَن هَذِه الْمَرْأَة قَالَت: والحيال بَينه وَبَين نَفسه وَلَا يعرف الحيال فِي هَذَا الْموضع وَإِنَّمَا يُقَال: حَالَتْ النَّاقة أَو الشَّاة حيالا إِذا لم تلقح وَهِي حَائِل. وَرُوِيَ عَن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ فِي سبي أَوْطَاس: لَا تقربُوا حَامِلا حَتَّى تضع وَلَا حَائِلا حَتَّى تحيض.
وَمن الحيال قَول الشَّاعِر:
قربا مربط النعامة مني ... لقحت حَرْب وَائِل عَن حِيَال
وَقَالَ الْفراء: وَمن كَلَام الْعَرَب: حَائِل حولٍ، إِذا تتَابع الحيال عَلَيْهَا ثَلَاثَة أَعْوَام.
وَأما الْحول بَين الشَّيْء وَغَيره من قَول الله تَعَالَى: " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ " الْأَنْفَال:24 وَقَوله: " وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ هود: 43 وَقَوله: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " سبأ: 54 وَهَذَا معنى اللَّفْظَة الْوَارِدَة فِي هَذَا الْخَبَر فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ: حلت بَين الرجلَيْن حولا وحؤولا.
وَقَوله: والحلول بعقوته يُقَال: ساحة الدَّار وباحتها وقاعتها وعقوتها كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
فَمن بعقوته كمن بنجوته ... والمستكن كمن يمشي بقرواح

الْأَحْوَص يسرق شعر ابْن أَبِي دباكل
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عبد الْملك قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بْن بكار قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرو بْن أَبِي بكر المؤملي عَنْ عَبْد اللَّه بْن أبي عُبَيْدَة بْن عمار بْن يَاسر قَالَ: خرجت أَنا والأحوص الْأنْصَارِيّ مَعَ عَبْد اللَّه بْن حَسَن لِلْحَجِّ، فَلَمَّا كُنَّا بِقديد قُلْنَا لعبد الله بْن حسن: لَو أرْسلت إِلَى سُلَيْمَان بْن أَبِي دباكل الْخُزَاعِيّ فأنشدنا من شعره، فَأرْسل إِلَيْهِ فجاءنا فأنشدنا قصيدته:
يَا بَيت خنساء الَّذِي أتجنب ... ذهب الزَّمَان وحبها لَا يذهب
أَصبَحت أمنحك الصدود وإنني ... قسما إِلَيْك مَعَ الصدود لأجنب
مَالِي أحن إِذا جمالك قربت ... وأصد عَنْك وَأَنت مني أقرب
لله دَرك هَل لديك معول ... لمتيمٍ أم هَل لودك مطلب
فَلَقَد رَأَيْتُك قبل ذَاك وإنني ... لمتيم بهواك لَو يتَجَنَّب
وَأرى السمية باسمكم فيزيدني ... شوقا إِلَيْك جنابك المتسبب
وَأرى الْعَدو يودكم فأوده ... إِذْ كَانَ ينْسب مِنْك أَو يتنسب

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست