responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 526
باريها بتسكين الْيَاء الَّتِي هِيَ مُدَّة، وَهِي الرِّوَايَة الْجَارِيَة على أَلْسِنَة خَاصَّة النَّاس وعامتهم، وَحَقِيقَة الْإِعْرَاب فِيهَا هَاهُنَا أَن تنصب فِي الْفِعْل، وَقد تسكن فِي الشّعْر تَخْفِيفًا كَمَا قَالَ الراجز: كَأَن أَيْدِيهنَّ بالقاع القرق وَقَالَ الْأَعْشَى:
فَتى لَو يباري الشَّمْسُ ألقتْ قِنَاعها ... أَو القَمَر الساري لألقى المقالدا
وَرُبمَا اسكنوها وحذفوها فِي النصب كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
فَلَو أَن واشٍ بالميمامة بَيته ... وداري بِأَعْلَى حضر موت اهْتَدَى ليا
فَإِذا رُوِيَ هَذَا الْبَيْت على هَذَا كَانَ من الْبَسِيط الثَّانِي وبيته فِي الْعرُوض:
قد أشهد الْغَارة الشعواء تحملنِي ... جرداء معروقة اللحيين سرحوب
عروضه فعلن وضربه فعل، وعروضه فِي مصرعه فعلن إِلْحَاقًا لَهُ بضربه؛ وَإِن رَوَاهُ راوٍ على أَصله فِي تَحْقِيق الْإِعْرَاب فتح الْيَاء فَقَالَ باريها وَكَانَ إِذا من الضَّرْب الأول من الْبَسِيط، وبيته فِي الْعرُوض:
يَا حَار لَا أُرْمَيَنْ مِنْكُمْ بداهيةٍ ... لَمْ يَلْقها سُوقَةٌ قبلي وَلَا ملك
وَإِذا رُوِيَ هَكَذَا استقام إعرابه ووزنه، واستوى عروضه وضربه فَكَانَا مَعًا فعلن فِي إِطْلَاقه وتصريفه، إِذْ لَيْسَ بَينهمَا فِي الْمُطلق اخْتِلَاف فِي الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فيغير الْعرُوض ليلحق الضَّرْب بِهِ.

قولة لِابْنِ مسمع تَضَمَّنت مَعْنَاهَا أَبْيَات للبحتري
حَدثنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا الْغلابِي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ قَالَ مَالك بْن مسمع للأحنف: يَا أَبَا بحرٍ مَا أنتفع بِالشَّاهِدِ إِذا غبت، وَلَا أفتقد غَائِبا إِذْ شهِدت.
قَالَ القَاضِي: لكأن البحتري ألم بِهَذَا الْمَعْنى:
رحلت فَلم نفرح بأوبة آيب ... وأبت فمل نجزع لغيبة غَائِب
قدمت فأقدمت النَّهْي عمل الرضى ... إِلَى كل غَضْبَان على الدَّهْر عَاتب
فَعَادَت بك الْأَيَّام زهرًا كَأَنَّمَا ... جلا الدَّهْر مِنْهَا عَن خدود الكواعب

خطْبَة للمنصور فِي يَوْم عَرَفَة
حَدثنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس العسكري قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُونُس بن زُهَيْر ابْن الْمسيب قَالَ حدثت عَن إِسْمَاعِيل الفِهري قَالَ: سَمِعت الْمَنْصُور فِي يَوْم عَرَفَة، على مِنْبَر عَرَفَة يَقُول فِي خطبَته: أَيهَا النَّاس إِنَّمَا أَنا سُلْطَان الله فِي أرضه، أسومكم بتوفيقه ورشده، وخازنه على فيئه بمشيئته أقسمه بإرادته وأعطيه بِإِذْنِهِ، وَقد جعلني الله تَعَالَى عَلَيْهِ قفلا إِذا شَاءَ أَن يفتحني لإعطائكم وَقسم أرزاقكم يسر لي، وَإِذا شَاءَ أَن يقفلني عَلَيْهِ أقفلني، فارغبوا إِلَى الله تَعَالَى أَيهَا النَّاس وَسَلُوهُ فِي هَذَا الْيَوْم الشريف الَّذِي وهب لكم فِيهِ من فَضله مَا أعلمكُم بِهِ فِي كِتَابه إِذْ يَقُول: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 526
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست