responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 516
رِوَايَة أُخْرَى عَن
تَوْلِيَة حَارِثَة وَوَصِيَّة أَبِي الْأسود
حَدثنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميُّ عَن أَبِيه قَالَ حَدَّثَنَا خَالِد بْن سعيدٍ عَن أَبِيه قَالَ: لما ولي زِيَاد حَارِثَة بْن بدرٍ الغداني سرق خرج مَعَه المشيعون، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْأسود الدؤَلِي مسيرًا إِلَيْهِ: أحار بْن بدرٍ وَذكر الشّعْر وَجَوَاب حَارِثَة عَنْهُ، والألفاظ فِيهِ وَفِي خبر ابْن الْأَنْبَارِي متقاربه الْمعَانِي، وَفِي هَذَا الْخَبَر زِيَادَة بَيت يَلِي قَول أَبِي الْأسود: يَقُولُونَ أقوالا بظنٍ وشبهةٍ.
وَهُوَ:
وَلَا تعجزن فالعجز أوطأ مركب ... وَمَا كَانَ من يدعى إِلَى الرزق يرْزق

سَمَّاهُ مَعْرُوفا وكناه أَبَا الْحسن
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا الغَلابِي قَالَ حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة قَالَ: سمى رجل ولدا لَهُ مَعْرُوفا وكناه بِأبي الْحسن، فَلَمَّا شب قَالَ لَهُ: يَا بني إِنَّمَا سميتك مَعْرُوفا وكنيتك بِأبي الْحسن لأحبب إِلَيْك مَا سميتك بِهِ وكنيتك بِهِ. قَالَ الصولي: فَحدثت بِهَذَا الحَدِيث وكيعًا فَقَالَ لي: يُقَال إِن قَائِل هَذَا أَبُو مَعْرُوف الْكَرْخِي لمعروف.

نباذة عَن مَعْرُوف الْكَرْخِي
قَالَ القَاضِي: العروف من كنية معروفٍ الْكَرْخِي أَبُو مَحْفُوظ، وَاسم أَبِيه الفيرزان، وَكَانَ من المعروفين بالصلاح فِي دينه مَشْهُورا بِالِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَة والورع والزهادة، فَكَانَ النَّاس فِي زَمَانه وَبعد مضيه لسبيله يتحدثون أَنه مستجاب الدعْوَة، وَله أَخْبَار مستحسنة جمعهَا النَّاس تشْتَمل على أخلاقه وَسيرَته، وَقد رويت لنا عَنْهُ أَخْبَار مُسندَة وموقوفة. وَحدثت عَن عَبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل أَنه قَالَ، قلت لأبي: هَل كَانَ مَعَ مَعْرُوف الْكَرْخِي شَيْء من الْعلم؟ فَقَالَ لي: يَا بني كَانَ مَعَه راس الْعلم، خشيَة الله تبَارك وَتَعَالَى.
قَالَ القَاضِي: ولعمري إِن خشيَة الله تَعَالَى وتقواه رَأس الْعلم. وَإِنَّمَا يكْتَسب الْعلم ليؤدي إِلَى خشيَة الله تَعَالَى ومراقبته، وَالسَّعْي إِلَى مَا يعود بثوابه والأمن من عِقَابه، وَقد قَالَ مُجَاهِد: إِنَّمَا الْفَقِيه من يخْشَى الله عز وَجل لِأَنَّهُ قَالَ عز ذكره: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " فاطر: 28 وَقد كَانَ نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم النَّاس بربه، وأفقههم فِي دينه، وأخشاهم لَهُ، وأحفظهم لحدوده. وَقد جَاءَ فِي الْأَثر: إِن رَأس الْحِكْمَة خشيَة الله تَعَالَى وَإِن حب الدُّنْيَا رَأس كل خَطِيئَة. نسْأَل الله الْكَرِيم إصلاحنا لَهُ حَتَّى نؤثر رِضَاهُ على هوانا، وَلَا نشتغل عَن الاستعداد لمعادنا إِلَيْهِ بغرور دُنْيَانَا، إِنَّه سميع الدُّعَاء لطيف لما يَشَاء.

حَمْدَوَيْه صَاحب الزَّنَادِقَة والطويل الزنديق
حَدثنَا مُحَمَّد بْن عبد الْوَاحِد أَبُو عمر الزَّاهِد قَالَ أَخْبرنِي أَبُو بكر الْمَلْطِي قَالَ أَخْبرنِي

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 516
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست