responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 489
مَنْزِلَتِهِ، وَعُلُوِّ شَأْنِ اقْتِبَاسِهِ وَحَمْلِهِ، وَجَلالَةِ الْقَائِمِينَ بِرِوَايَتِهِ وَنَقْلِهِ، مِمَّا يُصْعِبُ وَيُبْعِدُ وَيُتْعِبُ الْمُتَعَاطِي لَهُ وَلا يَتَيَسَّرُ، وَنَحْنُ نَأْتِي بِالشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ فِي الْمَجْلِسِ بَعْدَ الْمَجْلِسِ فَيَسْهُلُ مَوْرِدُهُ، وَيَعْظُمُ عَلَى النَّاظِرِ فِيهِ الانْتِفَاعُ بِهِ، وَبِاللَّهِ نَسْتَعِينُ فَإِنَّهُ خَيْرُ مُعِينٍ.

الْخَلِيل يرى أَن الرِّجَال أَرْبَعَة
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دريدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَر عَنْ أَبِيه قَالَ حَدَّثَنَا النَّضر بْن شُمَيْل قَالَ، سمعتُ الْخَلِيل بْن أَحْمَد يَقُول: الرِّجَال أَرْبَعَة: رجل يدْرِي وَلَا يدْرِي أَنه يدْرِي فَذَاك غافل فنبهوه، وَرجل لَا يدْرِي ويدري أَنه لَا يدْرِي فَذَاك جَاهِل فعلموه، وَرجل يدْرِي ويدري أَنه يدْرِي فَذَاك عَاقل فَاتَّبعُوهُ، وَرجل لَا يدْرِي أَنه لَا يدْرِي فَذَاك مائق فَاحْذَرُوهُ. وأنشدت فِي بعض مَا يشْتَمل بعض الْحِكَايَة عَلَيْهِ:
مَا زلت فِي تيه الظلام أجري ... حَتَّى دَريت أنني لَا أَدْرِي

بَين الطاهري وَبَعض أهل الْأَدَب
حَدثنَا الحسني بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بْن عصمَة الْأَوَانِي الشهراباني الشَّاعِر قَالَ حَدَّثَنِي بعض الْمَشَايِخ من أهل الْأَدَب قَالَ: كنت مُقيما بِالريِّ فدعاني ذَات يَوْم مُحَمَّد بْن عَليّ الطاهري، فَلَمَّا اسْتَوَى مجلسي عِنْده قَالَ لي: قد خطرت ببالي أَشْيَاء أَنا سَائِلك عَنْهَا فَقل فِيهَا بِمَا حضرك، قلت: يسْأَل الْأَمِير وأسمع، قَالَ: مَا أطيب الطَّعَام؟ قلت: طَعَام لَقِي جوعا ومطعم وَافق شَهْوَة، قَالَ: فَمَا ألذ الشَّرَاب؟ قلت: شربة ماءٍ باردٍ تبرد غليلك أَو كأس رَاح تعاطيها خَلِيلك، قَالَ: فَمَا أمتع الْغناء؟ قلت: أوتار أَرْبَعَة، وَجَارِيَة متربعة، غنَاؤُهَا مُصِيب، وضربها عَجِيب، قَالَ: فَمَا أذكى الطّيب؟ قلت: ريح بدن تحبه، أَو ولدٍ تربه، قَالَ: فَمَا أشهى النِّسَاء؟ قلت الَّتِي تخرج من عِنْدهَا كَارِهًا، وَترجع إِلَيْهَا والهًا، قَالَ: فَمَا أفره الْخَيل؟ قلت: الأسوق الْأَعْنَق الَّذِي إِذا طلب لم يسْبق، وَإِذا طلب لم يلْحق، إِذا صَهل أطربك، وَإِذا رَأَيْته أعْجبك، قَالَ: أَحْسَنت يَا غُلَام أعْطه مائَة دِينَار قلت: أعز الله الْأَمِير وَأَيْنَ تقع مني مائَة دِينَار؟ فَقَالَ لقد زِدْت نَفسك مائَة دِينَار قلت: أولست كَذَا؟ قَالَ الْأَمِير قَالَ: لَا، وَلَا كني أحقق ظَنك، يَا غُلَام أعْطه مِائَتي دِينَار.

إهانة الْحجَّاج لأنس وَمَا نجم عَنْهَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّد بْن السّائب الْكَلْبِيّ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: دَخَلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِيهًا يَا أُنَيْسُ، يَوْمٌ لَكَ مَعَ عَلِيٍّ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَاللَّهِ لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الشَّأْفَةُ، وَلأَقْلَعَنَّكَ كَمَا تُقْلَعُ الصَّمْغَةُ، فَقَالَ أَنَسٌ: إِيَّايَ يَعْنِي الأَمِيرُ أَصْلَحَهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ: إِيَّاكَ سَكَّ اللَّهُ سَمْعَكَ، قَالَ أَنَسٌ: إنّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، وَاللَّهِ لَوْلا الصِّبْيَةُ الصِّغَارُ مَا

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست