responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 46
وكما لَا يردُّ رِزْقِي عَجْزِي ... فَكَذَا لَا يَجُر رزقِيَ حِذْقِي

مَا حجازية وتميمية
قَوْله فِي الأبيات الَّتِي قدمنَا إنشادها: مَا كَانَ التعطل ضائرًا، أنشدناه نصبا عَلَى لُغَة أَهْلَ الْحجاز، وهم يشبهونها بليس مَا كَانَتْ عَلَى أصل ترتيبها، وَأكْثر مَا تَأتي بِإِدْخَال الْبَاء عَلَيْهَا، كَقَوْلِك: مَا زيدٌ بقائم، وبهذه اللُّغَة جَاءَ الْقُرْآن، قَالَ اللَّه تَعَالَى: " مَا هَذَا بشرا " وجَلِيٌّ أنّ من لَمْ يَنْظُر فِي الْمُصحف من بني تَمِيم يقرأونها بشرٌ عَلَى لغتهم، ذَكَرَ هَذَا سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، ورُوي عَنْ بَعْض الْقُرَّاء " مَا هَذَا بِشَري " أَي مَا هُوَ بمُشْتَرى، قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: " مَا هُنَّ أمهاتهم " فنصب جُمْهُور الْقُرَّاء عَلَى اللُّغَة الحجازية إِلَّا أَن التَّاء كسرت إِذْ لَيست أصليَّة، وروى الْمفضل عَنْ عَاصِم " مَا هن أمهاتهم " على اللُّغَة التميمية، وَمِنْهَا قَول الشَّاعِر:
وَيْزُعُم حسلٌ أه فرع قومه ... وَمَا أنتفرع يَا حُسَيلُ وَلا أصْل
وَأنْشد الْفراء:
لَشَتّانَ مَا يَنْوِي وَيَنْوِي بَنو أبي ... جَمِيعًا فَمَا هَذَانِ مُسْتَوِيَانِ
تَمَنّوْا لِيَ الموتَ الّذِي يَشْعَبُ الفَتَى ... وكلُّ امرئٍ والموتُ يَلْتقيان
وَقَالَ ذُو الرمة:
أما نَحن رؤو دَارِهَا بَعْدَ هَذِهِ ... بَدَا الدَّهْر إِلَّا أنْ نَمُرَّ بهَا سَفْرا

ابْن أبي عُيَيْنَة يعْزل وَالِي الْبَصْرَة
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِكْرمة عَامر بن عِمْرَانَ بْن زِيَاد، قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان وَالِي الْبَصْرَة، فأساء مجاورة مُحَمَّد بْن أبي عُيَيْنَة فتباعد مَا بَينهمَا وقبح، وَكَانَ إِسْمَاعِيل ينتقصه، فَخرج مُحَمَّد بْن أبي عُيَيْنَة إِلَى طَاهِر ابْن الْحُسَيْن يشكو إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر وَيطْلب عَزله عَنِ الْبَصْرَة، فصحب طَاهِر بْن الْحُسَيْن فِي بَعْض أَسْفَاره فَأدْخل عَلَيْهِ وَرفع حَوَائِجه إِلَيْهِ وَقَالَ:
من أوحشته البلادُ لَمْ يَقُم ... فِيهَا، وَمن آنسته لَمْ يَرِمِ
وَمن يَبِتْ والهمومُ قادحةٌ ... فِي صَدره بالسُّهَاد لَمْ ينمِ
وَمن يرى النّقْصَ فِي مواطِنه ... يَزل عَنِ النَّقْص مَوْطِئَ القَدَمِ
والقربُ مِمَّن ينأى بحاجته ... صَدْعٌ عَلَى الشّعب غيرُ مُلتَئِمِ
وربَ أمرٍ يعيا اللبيبُ بِهِ ... يَحَارُ مِنْهُ فِي حيرة الظُّلُم
صبرٌ عَلَيْهِ كَظْمٌ عَلَى مضضٍ ... وتَرْكُه من مراتع الندمِ
يَا ذَا اليمينين لَمْ أَزُرْكَ ولَمْ ... آتِك من خلةٍ وَلَا عدمِ
إِنِّي من اللَّه فِي مَرَاح غِنى ... ومُغْتَدى واسعٌ وَفِي نعمِ
زَارَتْكَ مِنِّي همَّةُ منازعةٌ ... إِلَى الْعُلا من مَرَاتِب الهممِ

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست