responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 432
إِن سئلوا أعْطوا، وَإِن سيموا أَبَوا، وَإِن نزل بهم ضيف قروا، لَا يبلغهم مُكَاثِر، وَلَا ينالهم مفاخر، هم الْعَرَب العاربة وَغَيرهم المتعربة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَا أَظن التَّمِيمِي يرضى بِقَوْلِك، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقول يَا خَالِد؟ قَالَ: إِن أَنْت أَذِنت لي فِي الْكَلَام وأمنتني من الموجدة تَكَلَّمت، قَالَ: قد أَذِنت لَك فَتكلم وَلَا تهب أحدا، فَقَالَ: أَخطَأ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ المتقحم بِغَيْر علمٍ، ونطق بِغَيْر صَوَاب، فَكيف يكون مَا قَالَ؟ الْقَوْم لَيست لَهُم ألسن فصيحة، وَلَا لُغَة صَحِيحَة، وَلَا حجَّة نزل بهَا كتاب، وَلَا جَاءَت بهَا سنة، وهم منا على منزلتين: إِن جاروا عَن قصدنا أكلُوا، وَإِن جازوا حكمنَا قتلوا، يفخرون علينا بالنعمانيات والمنذريات وَغير ذَلِك مِمَّا سنأتي عَلَيْهِ، ونفخر عَلَيْهِم بِخَير الْأَنَام، وَأكْرم الْكِرَام، مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام، وَللَّه عز جلّ علينا الْمِنَّة بِهِ وَعَلَيْهِم، لقد كَانُوا أَتْبَاعه فبه عزوا وَله أكْرمُوا، فمنا النَّبِي المصطفي، وَمنا الْخَلِيفَة المرتضى، وَلنَا الْبَيْت الْمَعْمُور والمسعى وزمزم وَالْمقَام والمنبر والركن والحطيم والمشاعر والحجابة والبطحاء، مَعَ مَالا يخفى من المآثر، وَلَا يدْرك من المفاخر، وَلَيْسَ يعدل بِنَا عَادل، وَلَا يبلغ فضلنَا قَول قَائِل. وَمنا الصّديق والفاروق وَالْوَصِيّ وَأسد الله سيد الشُّهَدَاء، وَذُو الجناحين وَسيف الله، عرفُوا الدَّين وأتاهم الْيَقِين، فتمن زاحمنا زحمناه، وَمن عَادَانَا اصطلمناه. ثُمَّ الْتفت فَقَالَ: أعالم أَنْت بلغَة قَوْمك؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَمَا اسْم الْعين؟ قَالَ: الجحمة قَالَ: فَمَا اسْم السن؟ قَالَ: الميزم. قَالَ: فَمَا اسْم الْأذن؟ قَالَ: الصنارة، قَالَ: فَمَا اسْم الْأَصَابِع؟ قَالَ الشناتر، قَالَ: فَمَا اسْم الْأذن؟ قَالَ: الزب، قَالَ: فَمَا اسْم الذِّئْب؟ قَالَ: الكتع، قَالَ فَقَالَ لَهُ: أفمؤمن أَنْت بِكِتَاب الله تَعَالَى؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَإِن الله تَعَالَى يَقُول: " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " يُوسُف: 2 وَقَالَ: " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " الشُّعَرَاء:195 وَقَالَ: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ " إِبْرَاهِيم:4 فَنحْن الْعَرَب وَالْقُرْآن بلساننا نزل؛ ألم تَرَ أَن الله عز وَجل قَالَ: " وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ " الْمَائِدَة:45 وَلم يقل: الجحمة بالجحمة. وَقَالَ: " وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ " الْمَائِدَة: 45 وَلم يقلك الميزم بالميزم وَقَالَ جلّ اسْمه " وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ " الْمَائِدَة:45 وَلم يقل الصنارة بالصنارة. وَقَالَ: " يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ " الْبَقَرَة:19 وَلم يقل شناترهم فِي صناراتهم وَقَالَ تَعَالَى: " لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي " طه: 94 وَلم يقل لَا تَأْخُذ بزبي. وَقَالَ: " فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ " يُوسُف: 17 وَلم يقل فَأَكله الكتع. ثُمَّ قَالَ: أَسأَلك عَن أَربع إِن أَنْت أَقرَرت بِهن قهرت وَإِن جحدتهن كفرت. قَالَ: وَمَا هن؟ قَالَ: الرَّسُول منا أَو مِنْكُم؟ قَالَ: مِنْكُم، قَالَ: وَالْقُرْآن نزل علينا أَو عَلَيْكُم؟ قَالَ: عَلَيْكُم، قَالَ: فالبيت الْحَرَام لنا أَبُو لكم؟ قَالَ: لكم، قَالَ: فالخلافة فِينَا أَو فِيكُم؟ قَالَ فِيكُم. قَالَ خَالِد فَمَا كَانَ بعد هَذِه الْأَرْبَع فلكم.

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست