responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 430
مِنْهُ حَتَّى يُطِيل، نكدًا عَلَيْهِ، ثُمَّ خُذْهُ أَو دَعه حَتَّى يَضَعهُ، ثُمَّ لست ترَاهُ حَتَّى يصبح إِن شَاءَ الله، قَالَ: فَذَهَبت فَفعلت مَا أَمرتنِي بِهِ حَتَّى إِذا جَاءَ بالقدح الَّذِي فِيهِ اللَّبن أَمرنِي أَن آخذه فَلم آخذه حَتَّى طَال نكدي عَلَيْهِ، ثُمَّ أهويت لأَخذه وأهوى ليضعه وَاخْتلفت يَدي وَيَده، فانكفأ الْقدح واندفق مَا فِيهِ، فَقَالَ: إِن هَذَا طماح مفرط، وَضرب بِيَدِهِ إِلَى مقدم الْبَيْت فاستخرج مِنْهُ سَوْطًا مفتولا كمتن الثعبان المطوق ثُمَّ دخل عَليّ فهتك السّتْر عني وَقبض بشعري ثُمَّ أتبع ذَلِك السَّوْط متني، فضربني تَمام ثَلَاثِينَ، ثُمَّ جَاءَت أمه وأخوته وَأُخْت لَهُ فانتزعوني من يَده، وَلَا وَالله مَا أقلع حَتَّى زايلني روحي وهممت أَن أوجرة السكين وَإِن كَانَ فِيهِ الْمَوْت فَلَمَّا. خَرجُوا عني وَهُوَ مَعَهم شددت ستري وَقَعَدت كَمَا كنت، فَلم ألبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى إِذا أم جيداء قد دخلت عَليّ تكلمني، فكلمتني وَهِي تحسبني ابْنَتهَا، فأتقيها بالسكات والبكاء، وتغطيت بثوبي دونهَا، فَقَالَت: يَا بنية اتقِي الله رَبك وَلَا تعرضي لمكروه زَوجك، فَذَاك أولى بك، فَأَما الأشتر فَلَا أشتر لَك آخر الدَّهْر. ثُمَّ خرجت من عِنْدِي وَقَالَت: سأرسل إِلَيْك أختك تونسك وتبيت عنْدك اللَّيْلَة، فَلَبثت غير مَا كثير، فَإِذا الْجَارِيَة قد جَاءَت فَجعلت بتكي وَتَدْعُو على من ضَرَبَنِي، وَجعلت لَا أكلمها، ثُمَّ اضطجعت إِلَى جَانِبي، فَلَمَّا اسْتَمْكَنت مِنْهَا شددت بيَدي على فمها وَقلت: يَا هَذِه تِلْكَ أختك مَعَ الأشتر، وَقد قطع ظَهْري اللَّيْلَة فِي سَببهَا، وَأَنت أولى بالستر عَلَيْهَا، فاختاري لنَفسك وَلها، فو الله لَئِن تَكَلَّمت
بكلمةٍ لأصيحن بجهدي حى تكون الفضيحة شَامِلَة. ثُمَّ رفعت يَدي عَنْهَا فاهتزت الْجَارِيَة كَمَا تهتز القصبة من الزَّرْع، ثُمَّ بَات معي مِنْهَا أَمْلَح رَفِيق رافقته وأعفه وَأحسنه حَدِيثا فَلم تزل تَتَحَدَّث وتضحك مني وَمِمَّا بليت بِهِ من الضَّرْب حَتَّى برق النُّور وَإِذا جيداء قد دخلت علينا من آخر الْبَيْت، فَلَمَّا رأتنا ارتاعت وفزعت وَقَالَت: وَيلك من هَذَا عنْدك؟ قلت: أختك، قَالَت: وَمَا السَّبَب؟ قلت: هِيَ تخبرك، ولعمر الله إِنَّهَا لعالمة بِمَا نزل بِي، وَأخذت ثِيَابِي مِنْهَا ومضيت إِلَى صَاحِبي فَرَكبْنَا وَنحن خائفان فَلَمَّا أطمأننا حدثته بِمَا أصابني وكشفت عَن ظَهْري فَإِذا فِيهِ مَا غرس الله من ضربةٍ إِلَى جَانب أُخْرَى، كل ضَرْبَة تخرج الدَّم وَحدهَا، فَلَمَّا رأى ذَلِك قَالَ: لقد عظمت صنيعتك وَوَجَب شكرك إِذْ خاطرت بِنَفْسِك فبلغني الله مكافأتك. بكلمةٍ لأصيحن بجهدي حى تكون الفضيحة شَامِلَة. ثُمَّ رفعت يَدي عَنْهَا فاهتزت الْجَارِيَة كَمَا تهتز القصبة من الزَّرْع، ثُمَّ بَات معي مِنْهَا أَمْلَح رَفِيق رافقته وأعفه وَأحسنه حَدِيثا فَلم تزل تَتَحَدَّث وتضحك مني وَمِمَّا بليت بِهِ من الضَّرْب حَتَّى برق النُّور وَإِذا جيداء قد دخلت علينا من آخر الْبَيْت، فَلَمَّا رأتنا ارتاعت وفزعت وَقَالَت: وَيلك من هَذَا عنْدك؟ قلت: أختك، قَالَت: وَمَا السَّبَب؟ قلت: هِيَ تخبرك، ولعمر الله إِنَّهَا لعالمة بِمَا نزل بِي، وَأخذت ثِيَابِي مِنْهَا ومضيت إِلَى صَاحِبي فَرَكبْنَا وَنحن خائفان فَلَمَّا أطمأننا حدثته بِمَا أصابني وكشفت عَن ظَهْري فَإِذا فِيهِ مَا غرس الله من ضربةٍ إِلَى جَانب أُخْرَى، كل ضَرْبَة تخرج الدَّم وَحدهَا، فَلَمَّا رأى ذَلِك قَالَ: لقد عظمت صنيعتك وَوَجَب شكرك إِذْ خاطرت بِنَفْسِك فبلغني الله مكافأتك.
قَالَ الكوكبي وحَدثني أَحْمَد بْن جَعْفَر الْمُسْتَمْلِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يُونُس مُحَمَّد بْن نعيم الْوراق حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن صَالح مثله سَوَاء.

هَذَا فزدي أَنه
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَارِث قَالَ، قَالَ أَبُو عبد الله ابْن الْأَعرَابِي: كَانَ حَاتِم الطَّائِي أَسِيرًا فِي عنزة فَقَالَت لَهُ امْرَأَة مِنْهُم يَوْمًا: قُم فافصد لنا هَذِه النَّاقة، وَكَانَ الفصد عِنْدهم أَن يقطع عرق من عروق النَّاقة ثُمَّ يجمع الدَّم

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست