responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 399
أَنَاة الوزراء، وصولة الْأُمَرَاء، وتواضع الْعلمَاء، وَفهم الْفُقَهَاء، وَجَوَاب الْحُكَمَاء، لَا يبيعُ نصيب يَوْمه بحرمان غده، يكَاد يسترق قلوبَ الرِّجَال بحلاوة لِسَانه، وَحسن لَفظه، دَلَائِل الْفَضْل عَلَيْه لائحة، وأمارات الْعلم لَهُ شاهدة، مُضطلع بِمَا استُنْهض، مُسْتَقِلا بِمَا حُمّل، وَقَدْ آثرتُك بِطَلَبِهِ وحبوتك بارتياده، ثِقَة بِفضل اختيارك، وَمَعْرِفَة بِحسن تَأَتِّيك، فَكتب إِلَيْهِ: إِنِّي عازم عَلَى أَن أَرغب إِلَى اللَّه حَوْلا كَامِلا فِي ارتياد هَذِهِ الصّفة، وأفرِّق الرُّسُلَ الثقاتِ إِلَى الْآفَاق لالتماسه، وَأَرْجُو أَن يَمُنَّ اللَّه تَعَالَى بالإجابة، وأفوز لديك بِقَضَاء حَاجَتك إِن شَاءَ اللَّه.
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفرج: قَوْله: فِي هَذَا الْخَبَر: ونزاهة طِعمة بِكَسْر الطَّاء الطاعم وَهُوَ هَيْئَة عَلَى فِعلة للتَّطعم مثل الرِّكبة والْجِلسة، والطُّعمةُ بِالضَّمِّ الشيءُ المطعوم وَمَا جُعل للْإنْسَان من ضد الطعمة، قَالَ الشَّاعِر:
وَمَا أَن طبنا جبنٌولكنمنايانا وطُعْمَةُ آخرينا
ويُقَالُ: قَدْ جُعِلتْ هَذِهِ الأَرْض لفُلَان طُعمة أَيّ جعلهَا لطُعْمه، والطَّعْمة بِالْفَتْح الْمرة فِي الْقيَاس من طَعِمْتُ طَعْمَةً وَاحِدَة مثل الرَّكبة والجَلْسَة.

لَا آمن أَن يَكُون مَعَه حَدِيدَة
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سَعْد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيّا يَحْيَى بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْخَالِق، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْقَاسِم.
قَالَ: دخل الرَّبِيع عَلَى الْمهْدي وأَبُو عُبَيْد اللَّه جالسٌ يَعْرض كُتُبًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْد اللَّه: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِين يتَنَحَّى هَذَا، يَعْنِي الرَّبِيع، فَقَالَ لَهُ الْمهْدي: تَنَح، قَالَ: لَا أفعل، قَالَ: كَأَنَّك تراني بِالْعينِ الأولى، قَالَ: بل أَرَاك بِالْعينِ الَّتِي أَنْت بهَا، قَالَ: فَلم لَا تتنحى إِذْ أَمرتك؟ قَالَ: لَا آمن أَن يَكُون مَعَه حَدِيدَة ينالُك بهَا وَأَنت سعرة الْمُسْلِمِين وَقَدْ قَتَلْتَ ابْنه، فَقَامَ الْمهْدي مذعُورًا وَأمر بتفتيشه، فوجدوا بَيْنَ جَوْربه وخُفِّه سِكِّينًا، فَرُدَّت الأشياءُ إِلَى الرَّبِيع، فَجعل كَاتبه يَعْقُوب بْن دَاوُد مَكَانَهُ، فَقَالَ فِيهِ الشَّاعِر:
أدخلته فعلا عَليّ ... ك كَذَاك شُؤْمُ النَّاصِيَهْ
يَعْقُوبُ يحكمُ فِي الأمو ... ر وَأَنت تنظرُ ناحيَهْ

مُحَمَّد البيدق ينْتَقم من النَّمرِيّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مزِيد البوشنجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد البيدَق - وَكَانَ أحسن الشُّعَرَاء إنشادًا كَانَ إنشاده أحسن من الْغناء - قَالَ: دَعَاني هَارُون الرشيد فِي عشي يوْم وبَيْنَ يَدَيْهِ طبقٌ وَهُوَ يَأْكُل مِمَّا فِيهِ وَمَعَهُ الْفَضْل بْن الرَّبِيع، فَقَالَ لي الْفَضْل: يَا مُحَمَّد! أنْشد أَمِير الْمُؤْمِنِين مَا يُسْتَحْسَنُ من مديحه، فَأَنْشَدته للنمري، فَلَمَّا بلغت إِلَى هَذَا الْموضع.
أَي امرىءٍ بَات من هَارُون فِي سخطٍ ... فَلَيْس بالصَّلَواتِ الخَمْس ينتفعُ

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست