responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 36
حَدِيث الْحَيَّة
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عليّ بْن حَرْب الطَّائِي، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَر الطَّائِي قرَابَة القحاطبة من أَهْلَ جَزِيرَة مهروبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبان بْن عَبْد الجَبَّار، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَهُوَ يحدثنا إِذْ الْتفت إِلَى شيخ جنبه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد اللَّه! حَدَّثَنَا حَدِيث الْحَيَّة.
فَقَالَ الشَّيْخ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عتبَة، قَالَ: خَرَجَ حِمْيَريُّ بْن عَبْد اللَّه إِلَى مقصد لَهُ، فَلَمّا أقفرت بِهِ الأَرْض انسابت حَيَّةٌ بَين قَوَائِم دَابَّته فَقَامَتْ عَلَى ذَنَبها، وَقَالَت: آوني آواك الله فِي ظلّ عَرْشه، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِله، فَقَالَ لَهَا: ومم آويك؟ قَالَتْ: من عدوٍّ لي قَدْ غشيني يريدُ أَن يُقَطِّعَني إربًا إربًا، قَالَ لَهَا: وَأَيْنَ آويك؟ قَالَتْ: فِي جوفك إنَّ أردتَ الْمَعْرُوف، قَالَ لَهَا: من أَنْت؟ قَالَتْ: من أَهْلَ قَول لَا اله إِلَّا اللَّه، قَالَ لَهَا: فهاك جوفي، فصيرها فِي جَوْفه، قَالَ: فَإِذا هُوَ بفتى قَدْ أقبل وَمَعَهُ صمصامة لَهُ وَقد وَضعهَا على عَاتِقه، فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ أَيْنَ الْحَيَّة الَّتِي استظلت بكنفك وأناخت بفنائك؟ قَالَ: مَا رَأَيْت شَيْئا، قَالَ: عظُمت كلمة خرجت من فِيك، قَالَ: مَا جَاءَ مِنْك أعظم، تراني أَقُول مَا رَأَيْت شَيئًا، وَتقول لي مثل هَذَا؟ فولى الْفَتى مُدبرا فَلَمّا توارى قَالَت الْحَيَّة: يَا عَبْد اللَّه انْظُر هَلْ يرَاهُ بَصرك أَوْ يَأْخُذهُ طرفك؟ قَالَ: مَا أرى شَيئًا، قَالَتْ: اختر مني إِحْدَى منزلتين إِمَّا أنكث قَلْبك نكثة فأجعله رميمًا أَوْ أرث كبدك رثًا فَأخْرجهُ من أسفلك قطعا، قَالَ لَهَا: وَالله مَا كافأتني يَرْحَمُك اللَّه، قَالَتْ لَهُ: فَمَا اصطناعك بِالْمَعْرُوفِ إِلَى من لَا يعرف مَا هُوَ، لَولَا جهلك، وَقد عرفتَ الْعَدَاوَة الَّتِي كَانَتْ بيني وَبَين أَبِيك قَبْل، وَقد علمت أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَال أعطيكه وَلَا دَابَّة أحملك عَلَيْهَا، قَالَ: أردْت الْمَعْرُوف، قَالَ: فَالْتَفت فَإِذا بفيء جبل قَالَ: فَإِن كَانَ لَا بُد فَفِي هَذَا الْجَبَل، ثُمَّ نزل يمشي فَإِذا هُوَ فِي الْجَبَل بفتى قَاعد كَأَن وَجهه الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، فَقَالَ لَهُ الْفَتى: يَا شيخ مَالِي أَرَاك مستبسلا للْمَوْت آيسًا من الْحَيَاة؟ فَقَالَ: من عدوٍّ فِي جوفي آويته من عدوه فَلَمّا صَار فِي جوفي وقص عَلَيْهِ الْقِصَّة، فَقَالَ لَهُ الْفَتى أَتَاك الْغَوْث، ثمَّ ضرب بِيَدِهِ إِلَى رُدْنه فَأخْرج مِنْهُ شَيئًا أطْعمهُ إِيَّاه فاختلجت وجنتاه، ثُمَّ أطْعمهُ ثَانِيَة فَوَجَدته تمخضًا فِي بَطْنه، ثُمَّ أطْعمهُ الثَّالِثَة فَرمى بالحية من أَسْفَله قَطعًا، فَقَالَ لَهُ حميري: من أَنْت رَحِمك اللَّه، فَمَا أحد عَلَى أعظم مِنَّة مِنْك؟ قَالَ لَهُ: أَو مَا تعرفنِي أَنَا الْمَعْرُوف وَأَنه اضْطَرَبَتْ مَلَائِكَة سماءٍ سماءٍ من خذلان الْحَيَّة إياك فَأوحى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليَّ أَن يَا مَعْرُوف أغِثْ عَبدِي، وَقل لَهُ: أردتَ شَيئًا لوجهي فآتيتك ثوابَ الصَّالِحين، وأعقبتك عُقبى الْمُحْسِنِينَ ونجيتك من عَدوك.

الْجَار إِذَا أَرَادَ شين جَاره
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم، قَالَ: أَمِير أَخْبَرَنَا عمَارَة بْن

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست