responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 323
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أوَيْس، قَالَ: سَمِعْتُ مَالك بْن أَنَس، يَقُولُ: قَالَ ربيعةٌ الرَّأْي: يَا مَالِك! مَن السَّفِلَةُ؟ قَالَ: من أكل بِدِينِهِ، قَالَ: فَمنْ سَفِلَةُ السفلة؟ قَالَ: قُلْتُ: من أصلح دُنْيَا غَيره بفسادِ دينه، قَالَ: زِهْ، صَدَقْتَني.

شهرة قاضٍ بالغلمان
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصَّفَّار، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العيناء فِي مجْلِس أَبِي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَزِيد، قَالَ: كنتُ فِي مجلسِ أَبِي عَاصِم النَّبِيل، وَكَانَ أَبُو بَكْر بْن يَحْيَى بْن أَكْثَم حَاضرا فنازع غُلامًا، فارتفعَ الصَّوْتُ، فَقَالَ أَبُو عَاصِم: مَهْيَم؟ فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بكر ابْن يَحْيَى بْن أَكْثَم ينازعُ غُلامًا، فَقَالَ: إِن يَسْرقْ فقد سَرَقَ أبٌ لَهُ من قبل.

وحكاية أُخْرَى فِي الْمَعْنى
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد الله مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم: لما عُزِل إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد عَنِ الْبَصْرَة، شيَّعُوه فَقَالُوا: عَفَفْت عَنْ أَمْوَالنَا وَعَن دمائنا، فَقَالَ إِسْمَاعِيل: وَعَن أَبْنَائِكُم. يُعَرِّض بِيَحْيَى بْن أَكْثَم من اللُّواط.

وقاضٍ تَفْتِنُه حسناء
وَحَدَّثَنَا الحكيمي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: وَكَانَ الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن العَنْبري قَاضِيا عندنَا فِي الْفِتْنَة، وَكَانَ عَابِسا كالِحًا، فَقدمت إِلَيْهِ جاريةٌ لبَعض أَهْل الْبَصْرَة تُخَاصِم فِي مِيرَاث، وَكَانَت حَسَنَة الْوَجْه، فتبسَّمَ وكَلَّمها، فَقَالَ عَبْد الصَّمد بْن المعذَّل:
وَلما سَفَرَتْ عَنْهَا الْقِناع متيمٌ ... تَرَوَّحَ مِنْهَا العنبريُّ مُتَيَّمَا
رَأَى ابنُ عَبْد اللَّهِ وَهُوَ محكمٌ ... عَلَيْهَا، لَهَا طرفا عَلَيْه مُحَكّما
وَكَانَ قَدِيما عَابَس الْوَجْه كالحًا ... فَلَمَّا رَأَى مِنْهَا السُّفُورَ تَبسَّما
فَإِن يَصبُ قلبُ الْعَنْبَري فقبلها ... صَبَا باليتامى قلبُ يَحْيَى بْن أكثما

مصدر فَاعل الفعال والمفاعلة
قَالَ القَاضِي: قولُ أبي العيناء فِي الْحِكَايَة الأولى من حكايتيه هَاتين فِي قَول إِسْمَاعِيل مَا قَالَه يعرِّض بِيَحْيَى بْن أَكْثَم باللواط هَكَذَا قَالَ:
فاللِّوَاط مصدر لاوط يلاوط ومصدره لواطٌ ومُلاوطة فِي الْقيَاس، مثل زانى يزاني مُزاناةً وزِناءً، وَقَاتل يُقَاتل قِتالا ومُقاتلة، فِي نَظَائِر ذَلِكَ من بَاب الْفِعال والمفاعلة، وأتى بِالْمَصْدَرِ فِيهِ صَحِيحا بِالْوَاو لصِحَّة فعله، وَذَلِكَ لاوط يلاوط وَلَو كَانَ مصدر لَا يلوط لأُعِلَّ إعلال فعله فَقِيل لَاطَ لياطًا، وقُلبت واوه يَاء لانكسار مَا قبلهَا، أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: قَامَ قيَاما فِي مصدر قَامَ يقوم، وقوام فِي مصدر قاوم يُقَاوم، قَالَ اللَّه تَعَالَى: " قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُم لِوَاذًا " فلواذًا مصدر لاوذ يلاوذ، فَأَما مصدر لَاذَ يلوذ يُقَال فِيهِ:

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست