responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 247
أظلمت بعده الْخلَافَة والدن ... يَا عَلَيْهَا كآبة وجمودُ
لأمور قَدْ كَانَ دبر مِنْهَا ... مبرما وَقَدْ مضى وَمِنْهَا عنيد
قَدْ بكاه الْعرَاق والشرق والغر ... ب فمنهما تهائمٌ ونجود
وَبكى حاسدوه حزنا عَليّ ... هـ وَبكى بعده الْعَدو الحقود
يَا ابْن عَبْد الْإِلَه لَمْ يَك للمو ... ت إِلَى مَنْ سواك عَنْك محيد
قَالَ: فَلَمَّا حمل عَلَى السرير أنشأ يَقُولُ:
تداوله الأكف عَلَى سري ... أَلا للَّه مَا حمل السرير
أكف لَو تمد إِلَيْهِ حَيا ... إِذا رجعت وأطولها قصير
تباشرت الْقُبُور بِهِ وأضحى ... تبكيه الأرامل وَالْفَقِير

الْكُسُوف والخسوف
قَالَ الْقَاضِي: وَرَدَ هَذَا الْخَبَرُ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ. وَقِيلَ فِيهِ الْكُسُوفُ وَالانْكِسَافُ بِالْكَافِ وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ: خَسَفَ الْقَمَرُ بِالْخَاءِ، قَالَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَخسف الْقَمَر ط، وَجَاء عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يُكْسَفَانِ لِمَوْتِ أحدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَإِنَّمَا هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ " فِي خبرٍ ذُكِرَ فِيهِ أَنَّ الشَّمْسَ انْكَسَفَتْ عَلَى عَهْدِهِ.
وَقَد اخْتلف اللغويون فِي هَذَا فَقَالَ بَعضهم: يُقَالُ: كسفت الشَّمْس إِذا لحق الْكُسُوف بَعْضهَا وخسفت إِذا استغرق الْكُسُوف جَمِيعهَا.
وقَالَ بَعضهم: يُقَالُ: كسفت الشَّمْس وَخسف الْقَمَر، وَقيل: هما لُغَتَانِ بِمَعْنى وَاحِد، وقَالَ أَوْس بْن حجر فِي عَبْد اللَّه بْن فَضَالَة:
ألم تكسف الشَّمْس شمس النها ... ر والنجم للجبل الْوَاجِب
ويروى: الْبَدْر فِيمَا أروي.
وَالصَّلَاة عِنْد الْكُسُوف سنة مَعْرُوفَة، وَقَد اخْتلف فِي صفتهَا وَعدد ركعاتها، والجهر والمخافتة فِي الْقِرَاءَة فِيهَا، وَكَانَ مَالك يرى الِاجْتِمَاع لَهَا فِي كسوف الشَّمْس دون الْقَمَر، وَكَانَ غَيره يرى الِاجْتِمَاع للصَّلَاة فِي الخسوفين مَعًا، وقَالَ جرير يرثي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز:
الشَّمْس طالعةٌ لَيست بكاسفةٍ ... تبْكي عَلَيْك نُجُوم اللَّيْل والقمرا
وَقَد اخْتلف الروَاة فِي رِوَايَة هَذَا الْبَيْت، فَرَوَاهُ البصريون: الشَّمْس طالعة لَيست بكاسفةٍ، وَرَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ الشمسُ كاسفةٌ لَيست بطالعةٍ، وَرَوَاهُ بعض الروَاة: ويبكي عَلَيْك نُجُوم اللَّيْل والقمرا، وَرَوَاهُ بَعضهم: يبكي عَلَيْك نُجُوم اللَّيْل والقمرا.

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست