responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 217
المعروفَ، وَقَدْ قُلْتُ فِيهِ شعرًا أتقرَّبُ بِهِ إِلَيْهِ، قَالَ: فأنشِدْني مِمَّا قُلْتُ فِيهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
إليكَ ابنَ كُرْزِ الخَيْر أقبلتُ رَاغِبًا ... لتجبُرَ منّي مَا وَهى وتبدَّدا
إِلَى الْمَاجِد الْبُهْلولِ ذِي الْحلم والنَّدى ... وأكرمِ خَلْقِ اللَّهِ فرعا ومَحْتَدَا
إِذا مَا أناسٌ قصَّرُوا فِي فَعَالِهمْ ... نَهَضْتَ فَلم يُلْفَى هُنَالك مَقْعَدَا
فيا لَك بحرًا يَغْمُرُ النَّاسَ مَوْجُهُ ... إِذا يُسْأَلُ المعروفُ جاشَ وأزْبدا
بلوتُ ابْن عَبْد اللَّهِ فِي كُلّ موطنٍ ... فألفيتُ خير النّاس نَفْسًا وأمْجدا
فَلَو كَانَ فِي الدُّنْيَا من النّاس خالدٌ ... لجودٍ بِمَعْرُوف لَكُنْت مُخَلَّدا
فَلَا تَحْرِمَنِّي مِنْك مَا قَدْ رجوتُهُ ... فيصبحَ وَجْهي كَالِحَ اللَّونِ أرْبَدا
فحفظ خَالِد الشّعْر، وقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ، صَنَعَ اللَّه لَك.
فَلَمَّا كَانَ من غدٍ وَدخل الناسُ إِلَى خالدٍ واسْتوى السِّماطانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، تقدَّمَ الأَعْرابي وَهُوَ يَقُولُ: إليكِ ابنَ عبدِ الْقَيْس، فَأَشَارَ إِلَيْهِ خالدٌ بِيَدِهِ أَن اسْكُتْ.
ثُمّ أنْشد خَالِد بَقِيَّة الشّعْر، وقَالَ لَهُ: يَا أعرابيُّ! قَدْ قِيلَ هَذَا الشّعْر قبل قَوْلك، فتحَّير الأعرابيُّ وَورد عَلَيْه مَا أدْهَشَه، وقَالَ: واللَّه مَا رأيتُ كَالْيَوْمِ سَبَبًا لخيبةٍ وحِرْمان، فانصرفَ وأتْبَعَهُ خالدٌ برسولٍ ليسمعَ مَا يَقُولُ، فَسَمعهُ الرسولُ يَقُولُ:
أَلا فِي سَبِيل اللَّهِ ماكنت أَرْتَجِي ... لديْهِ وَمَا لاقَيْتُ من نَكَدِ الجَدِّ
دخلْتُ عَلَى بحرٍ يجودُ بمالِهِ ... ويُعطي كثيرَ المالِ فِي طلب الحَمْدِ
فحالَفَني الجَدُّ المشومُ لِشِقْوتِي ... وقارنني نَحْسِي وفارَقَني سَعْدِي
فَلَو كَانَ لي رزقٌ لَدَيْهِ لَنِلْتُهُ ... وَلكنه أمرٌ من الْوَاحِد الفَرْدِ
فَقَالَ لَهُ الرسولُ: أجب الْأَمِير، فَلَمَّا انْتهى إِلَى خالدٍ، قَالَ لَهُ: كَيفَ قُلْتُ فأنشده، ثُمّ استعاده فَأَعَادَهُ ثَلَاثًا إعجابًا مِنْهُ بِهِ، ثُمّ أَمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم.

تَعْلِيق نحْوي
قَوْله: فَلم يُلْفَى، وَالْوَجْه: لَمْ يُلْفَ، وَلكنه اضْطُرَّ فجَاء بِهِ عَلَى الأَصْل، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
أَلَمْ يأتِيكَ والأَنْبِاء تَنْمِي ... بِمَا لاقتْ لَبُونُ بني زيَادِ
وَقَد استقصينا هَذَا الْبَاب فِي غَيْر هَذَا الْموضع.

اعفني من أَربع
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الأَزْدِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا بعض أَصْحَابنَا، قَالَ: كَانَ عبد الملك بْن مَرْوَان إِذا دخل عَلَيْه رجلٌ من أفقٍ

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست