responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 174
وَهَذَا الْبَاب كثيرٌ جدا، وَمَا وجدت أحدا سبقني إِلَى مَا قلتُ فِي الصميم
وَهُوَ بَيِّن، وَمن الشوى بِمَعْنى فَرْوَة الرَّأْس، قَول الشَّاعِر:
إِذَا هِيَ قَامَت تقشعر شواتها ... ويشرق بَين اللَّيْث مِنْهَا إِلَى الصُّقْل
وَقَالَ الْأَعْشَى:
قَالَت قُتَيْلَةُ مَا لَهُ ... قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
وَذكر عَنْ أبي عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنَّهُ قَالَ: من رَوَاهُ هَكَذَا فقد صَحّف، وَزعم أَنَّهُ سَرَاتُه بِالسِّين وَالرَّاء يَعْنِي أَعْلَاهُ، وَمَا ذكره أَبُو عَمْرو أولى بالتصحيف، وَرِوَايَة الْبَيْت بالشين وَالْوَاو، وَقد ثَبت وَصحت فِي تَأْوِيلهَا وعُرفت، وَقَول أَبِي عَمْرو فِي السراة صَحِيح لَوْ أَتَى بِهِ الشَّاعِر، وَمن السّراة قَول امْرِئ الْقَيْس:
كَأَن سَرَاتَهُ وجِدَّةَ مَتْنِهِ ... مَدَكُّ عروسٍ أَوْ صَرَايَةَ حنظل
وَقد روى أنَّ أَبَا عَمْرو لمّا تبين صِحَة الرِّوَايَة بالشين رَجَعَ إِلَيْهَا، وَقد ذكرنَا كلَاما فِي هَذَا الْفَصْل أشْبع من هَذَا فِي كتَابنَا الَّذِي أمللناه فِي شرح مُخْتَصر الْجرْمِي فِي النَّحْو.

لَمْ يُسْمع بأسرة دخلت الإِسْلام كهؤلاء
وَحَدَّثَنَا ابْن دُرَيْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا السكن بْن سَعِيد، عَنِ الْعَبَّاس بْن هِشَام، عَنْ أَبِيه، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيد بْن عَبْد اللَّه الْجعْفِيّ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَشْيَاخ قومه قَالُوا: كَانَتْ عِنْدَ أبي سَبْرة وَهُوَ يزِيد بْن مَالك بْن عَبْد اللَّه بْن الذُّؤَيب بْن سَلَمَة بْن عَمْرو بْن ذهل بْن مُرّان بْن جُعْفي امْرَأَة مِنْهُم فَولدت لَهُ سَبْرة وعَزيزًا ثُمَّ مَاتَت فورّثت ابناها إبِلا، ثُمَّ تزوج أَبُو سُبْرَة أُخْرَى فجفا ابنيه ونحاهما فِي إبلهما الَّتِي ورثاها عَنْ أمهما، فَلَمّا بلغهما مهاجرة النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُبْرَة لمولى لأمه كَانَ يرْعَى عَلَيْهِ: ابغني نَاقَة كِنَازًا ذاتَ لبن، فَقَالَ القَاضِي: هِيَ الْكَثِيرَة اللَّحْم المجتمعة الْجِسْم، فَأَتَاهُ بهَا فركبها وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِيهِ:
أَلا أبْلِغا عني يَزِيدَ بْن مَالِكٍ ... ألمّا يَأنِ للشّيخ أَن يَتَذَكّرا
رَأَيْت أبَانَا صَدَّ عَنّا بِوَجْهِهِ ... وأمسَك عنّا مَالَه وَتَنَمّرا
ثُمَّ توجّه إِلَى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم وَأَقْبل أَخُوهُ عَزِيز، فَقَالَ للْمولى: أَيْنَ أخي؟ قَالَ: نَدَّت لَهُ نَاقَة فَذهب فِي طلبَهَا، فَنظر فِي الْإِبِل فَلم يرَ شَيئًا، فَقَالَ للْمولى: لَتُخْبِرنّي، فَأخْبرهُ وأنشده الْبَيْتَيْنِ، فَدَعَا بِنَاقَة فركبها وَهُوَ يَقُولُ:
أَلا أبلغا عنّي معاشر مذْحج ... فَهَل لي من بَعْد ابْن أُمِّيَ مِعْبَرُ
وَلحق بِالنَّبِيِّ صلّى اللَّه عَلَيْهِ فَأسلم، ثُمَّ أقبل أَبُو سُبْرَة فَقَالَ للْمولى: أَيْنَ ابناي؟ فَأخْبرهُ خبرهما وأنشده شعرهما، فَركب وَهُوَ يَقُولُ:
وسبرة كَانَ النَّفس لَوْ أنَّ حَاجَة ... تُرَدُّ وَلَكِن كَانَ أمرا تَيَسّرا

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست