responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 151
من رَبك فَلا تكن من الممترين ".

بَعْض مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة الزُّمرد والزَّبَرجد
قَالَ القَاضِي رَحمَه اللَّه: قَدْ رُوينا هَذَا الْخَبَر من طرق شَتَّى، وَفِي بَعْضهَا أَلْفَاظ لَيست فِي بَعْض، وَقَوله الزمرد الْعَامَّة يخطئون فِيهِ فَيَقُولُونَ زُمُرُّد بِالدَّال الْمُهْملَة، وَيَقُولُونَ الزبرجذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَالَّذِي حَكَاهُ أَهْلَ اللُّغَة عَنِ الْعَرَب أَنَّهُ الزمرد بالإعجام والزبرجد بالإبهام عَلَى عكس مَا يَقُوله من لَا عَلَمُ بِهِ من الْعَوام، وَذكر بَعْض أَهْلَ الْمعرفَة أنَّ من فضل النّخل أنَّ جَمِيعه فِي بِلَاد الإِسْلام، وَأَنه لَيْسَ فِي بِلَاد الشّرك مِنْهُ شَيْءٌ.

من شُهَدَاء الْهوى
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَبَّاس بْن الفَرَج الرياشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن سَلام، قَالَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَتًى من بني أُميَّة من ولدَ سَعِيد بْن عُثمان بْن عَفّان وَكَانَ يختلفُ إِلَى قَيْنة لبَعض قُرَيْش، وَكَانَ طَريرًا ظريفًا، وَكَانَت الْجَارِيَة تُحِبُّه وَلَا يَعْلَمُ بحبها، فَأَرَادَ يَوْمَا أَن يشكو ذَلِكَ، فَقَالَ لبَعض إخوانه: امضِ بِنَا إِلَى فُلَانَة، وانطلقا فدخلا إِلَيْهَا وتوافى فتيَان من قُرَيْش وَالْأَنْصَار، فَلَمّا جَلَست مجلسها واحتجرت بمزهرها، قَالَ الأمويُّ تغنين:
أحبكمُ حبًّا بكلِّ جوارحي ... فَهَل لكمُ عِلْم بِمَا لكمُ عِنْدي
وتَجْزُون بالودِّ المضاعَفِ مثله ... فَإِن الْكَرِيم من جزى الْوُدَّ بالْوُدِّ
قَالَتْ نَعَمْ، وَأحسن مِنْهُ، وغنت:
للَّذي ودنا الْمَوَدَّة بالضع ... ف وفَضْل البَادِي بِهِ لَا يُجَازَى
لَو بدا بِنَا لكم مَلأ الأر ... ض وأقطارَ شامِها والْحِجَازَا
فَعجب الْقَوْم من سرعته مَعَ شغل قلبه، وَمن ذهنها وَحسن جوابها فازداد بهَا كَلَفًا، وصَرَّح عَمَّا فِي قلبه فَقَالَ:
أَنْت عُذْر الْفَتى إِذا هتك السِّت ... ر وَإِن كَانَ يُوسُفَ المَعْصُومَا
من يَقُمْ فِي هَوَاكِ يَقْصُر عَنِ اللّو ... مِ وإمّا زَالَ كَانَ مَلُوما
وَبلغ عُمَر بْن عبد الْعَزِيز وَهُوَ عَلَى المَدِينَةِ خَبَرهَا، فاشتراها بِعشر حدائق ووهبها لَهُ وَمَا يُصلحها، فَمَكثت عِنْدَهُ حولا ثُمَّ مَاتَت فرثاها، فَقَالَ:
قَدْ تمنيت جنَّة الْخلد بالجه ... د فأُدخلْتُها بِلَا اسْتِئْهَالِ
ثُمَّ أخرجتُ إِذْ تطعمت بالنع ... مة مِنْهَا والمَوْتُ أَحْمَدُ حَالِيَ
وَكرر هَذَا الشّعْر مرَارًا وقَضَى، فدُفنا مَعًا، فَقَالَ أشعب: هَذَان شَهِيدا الْهوى انحرو

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست