responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التطفيل وحكايات الطفيليين المؤلف : الخطيب البغدادي    الجزء : 1  صفحة : 170
وظيفة وقد زَيْد فِيهَا, وأطعمة قَدِ احتشد مشتريها؛ اتبعها إِلَى المقصد بِهَا, وشيعها إِلَى المنازل الحاوية لَهَا؛ واستعلم ميقات الدعوة, ومن يحضرها من أهل اليسار والمروة؛ فَإِنَّهُ لا يخلو فيهم من عارف بن يراعي وقت مصيره إِلَيْهَا ليتبعه, ويكمن لَهُ ليصحبه ويدخل مَعَهُ؛ وإن خلا من ذَلِكَ اختلط بزمر الداخلين؛ فَمَا هُوَ إلا أَن يتجاوز عتب الأبواب, ويخرج من سلطان البوابين والحجاب؛ حَتَّى يحصل محصلًا قل مَا حصله أحد قبله, فانصرف عَنْهُ إلا ضلعًا من الطعام؛ نزيفًا من المدام.
وآمره أَن ينصب الأرصاد عَلَى منازل المغنيات والمغنيين, ومواطن الأباليات والمخنثين؛ فَإِذَا أتاه خبر لمجمع يضمهم, أَوْ مأدبة تعمهم ضرب إِلَيْهَا أعقاب إبله, وأنضى حولها مطايًا خيله؛ وحمل عَلَيْهَا حملة الحوت الملتقم, والثعبان الملتهم؛ والليث الهاصر, والعقاب الكاسر.
وآمره أَن يتجنب مجامع العوام المقلين, ومحامل الرعاع المعترين؛ وأن لا ينقل إِلَيْهَا قدمًا, ولا يفض لمأكلها فمًا؛ ولا يلقى فِي عتب دورها كيسانًا, ولا يعد الرجل منها إِنْسَانًا؛ فإنها عصابة تجتمع لَهَا ضيق النفوس والأحوال, وقلة الأحوال والأموال؛ وَفِي التطفيل عَلَيْهَا إجحاف بِهَا يؤثم وإزرار بمروءة المطفل؛ والتجنب لَهَا أجدى, والازورار عَنْهَا أرجى.
وآمره أَن يحرر الخوان إِذَا وضع, والطعام إِذَا نقل؛ حَتَّى يعرف

اسم الکتاب : التطفيل وحكايات الطفيليين المؤلف : الخطيب البغدادي    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست