responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة السعدية في الأشعار العربية المؤلف : العبيدي، محمد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 25
إذا زرتْ أرضاً بعد طول اجتنابها ... فقدت صديقي والبلاد كما هيا
قال سالم بن وابصة الأسدي:
أحبَ الفتى ينفي الفواحش سمعه ... كأنَّ به عن كل فاحشة وفرا
سليمُ دواعي الصدر لا باسطاً أذىً ... ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجرا
إذا شئت أن تدعى كريماً مكرماً ... أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا
إذا ما بدتْ من صاحبٍ لك زلةٌ ... فكنْ أنت محتالاً لزلتهِ عذرا
غنى النفس ما يكفيك من سد خلة ... فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا
قال المؤمل بن أميل المحاربي:
وكم من لئيمٍ ود أني شتمتهُ ... وإنْ كان شتمي فيه صابٌ وعلقمُ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً ... أضر له من شتمه حين يشتمُ
قال عقيل بن علفة المري:
وكن أكيسَ الكيسى إذا كنت فيهم ... وإنْ كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
وللدهر أثوابٌ فكن في ثيابه ... كلبسته يوماً أجد وأخلقا
قال معلوط بن بدل القريعي:
متى ما ير الناس الغنيَّ وجاره ... فقيرٌ يقولوا عاجز وجليد
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظٍ قسمتْ وجدود
إذا المرءُ أعيته المروءةً ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه شديد
وكائنْ رأينا من غني مذمم ... وصعلوكِ قوم ماتَ وهو حميد
قال عدي بن زيد العبادي:
وإنك لا تدري إذا جاءَ سائلٌ ... أأنت بما تعطيه أم هو أسعدُ
عسى سائلٌ ذو حاجة إنْ منعته ... من اليوم سؤلاً أن يكون له غدُ
وفي كثرة الأيدي لذي الجهل زاجرٌ ... وللحلم أبقى للرجال وأعودُ
قال آخر:
إياكَ والأمرَ الذي أن توسعتْ ... مواردهُ ضاقتْ عليك المصادرُ
فما حسنٌ أنْ يعذر المرء نفسه ... وليس له من سائر الناس عاذرُ
قال العباس بن مرداس:
ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد مزير
ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجلُ الطرير
فما عظم الرجال لهم بفخر ... ولكن فخرهم كرمٌ وخير
بغاثُ الطير أكثرها فراخاً ... وأمُّ الصقر مقلاتٌ نزور
ضعافُ الطير أطولها جسوماً ... ولم تطل البزاةُ ولا الصقور
لقد عظم البعيرُ بغير لب ... فلم يستغنِ بالعظمِ البعير
يصرفه الصبي بكل وجه ... ويحبسه على الخسفِ الجرير
وتضربه الوليدةُ بالهراوي ... فلا غيرٌ لديه ولا نكير
فإن أك في شراركم قليلاً ... فإني في خياركم كبير
قال آخر:
لا تعترض في الأمر تكفى شؤونه ... ولا تنصحنْ إلا لمن هو قابله
ولا تخذلِ المولى إذا ما ملمة ... ألمت ونازل في الوغى من ينازله
ولا تحرم المولى الكريم فإنه ... أخوك ولا تدري لعلك سائله
قال آخر:
وأعرضُ عن مطاعمَ قد أرها ... فأتركها وفي بطني انطواء
فلا وأبيكَ ما في العيش خيرٌ ... ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
قال سالم بن وابصة:
ونيربٍ من موالي السوءِ ذي حسد ... يقتاتُ لحمي ولا يشفيه من قرمِ
داويتُ صدراً طويلاً غمره حقداً ... منه وقلمتُ أظفاراً بلا جلمِ
بالحزمِ والخير أسديه وألحمهُ ... تقوى الآله وما لم يرعَ من رحمي
فأصبحتْ قوسه دوني موترة ... يرمي عدوي جهاراً غير مكتتمِ
إن من الحلم ذلاَ أنتَ عارفه ... والحلم عن قدرة فضلٌ من الكرمِ
قال بعض بني أسد:
وإني لأستغني فما أبطر الغنى ... وأعرض ميسوري على مبتغي قرضي
وأعسر أحياناً فتشتدُّ عسرتي ... وأدرك ميسورَ الغنى ومعي عرضي
وما نالها حتى تجلتْ وأسفرتْ ... أخو ثقة مني بقرضٍ ولا فرضِ
وأبذلُ معروفي وتصفو خليقتي ... إذا كدرتْ أخلاقُ كل فتىً محضِ
ولكنه سيبُ الآله ورحلتي ... وشدي حيازيم المطية بالغرض
وأستنفذُ المولى من الأمر بعدما ... يزل كما زل البعيرُ عن الدحضِ
وأمنحه مالي وودي ونصرتي ... وإنْ كان محنيَّ الضلوع على بغضي
قال آخر:
وإني لأنسى عند كل حفيظة ... إذا قيل مولاك احتمال الضغائن

اسم الکتاب : التذكرة السعدية في الأشعار العربية المؤلف : العبيدي، محمد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست