responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 448
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله
ودخل هذا الشيخ على عثمان وهو مقتول فوطىء بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه، فقال: ردّوه. فلما ردّ قال الحجاج له: أيها الشيخ، هلا بعثت إلى أمير المؤمنين بدلا يوم الدار؟ إن في قتلك أيها الشيخ لصلاحا للمسلمين، يا حرسيّ اضربا عنقه. فجعل الرجل يضيق عليه أمره فيأمر وليه أن يلحقه بزاده، ففي ذلك يقول عبد الله بن الزّبير الأسدي: [من الطويل] .
تجهّز فاما أن تزور ابن ضابىء ... عميرا، وإما أن تزور المهلّبا
تفسير كلمات غريبة من هذا الخبر: أراد بابن جلا الفعل، فحكى، فلذلك لم يصرفه، والبيت لسحيم بن وثيل؛ طلاع الثنايا: جلد يطلع الثنايا في ارتفاعها وصعوبتها. حطم لا يبقي من السير شيئا وكذلك الذي يأتي على الزاد فيأكله حطم، والنار التي لا تبقي حطمة والوضم [ما] يوضع عليه اللحم من [صخر] أو خشب. والعصلبيّ: الشديد؛ الدويّ: كلّ غماء شديدة، ويقال للصحراء دوّيّة، وهي التي لا تكاد تنقضي، وهي منسوبة إلى الدوّ، وهو الصحراء الملساء التي لا أمارة بها، والداوية: المتسعة التي تسمع لها دويا بالليل، وإنما ذلك الدويّ من أخفاف الإبل تنفسح أصواتها فيها وتقول جهلة الاعراب ذاك عزيف الجن؛ والعردّ: الشديد ويقال في معناه عرند، والذكاء ها هنا تمام السنّ وهو في غير هذا حدّة القلب.
[1147]- ومن سياسة زياد المستحسنة أنه ألزم كلّ قبيلة بمن يخرج من الخوارج منهم وأخذهم بهم، فكانت كل قبيلة إذا أحسّت بخارجية منها شدّتهم وأتت بهم زيادا. وله أخرى في الخوارج، وأخرجوا معهم امرأة فظفر بها فقتلها ثم عرّاها، فلم تخرج النساء بعد ذلك على زياد، وكنّ إذا دعين إلى الخروج يقلن: لولا التعرية لسارعنا. وكنّ بعد زياد يخرجن مع الخوارج فيحاربن ويبارزن الرجال.

اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست