responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 446
للسيرة المثلى لكان هذا الرأي الذي تسمعه ما تراه، تودّ لو أنك سمعته قبل أن تراه، فإنك يا عبيد الله إذا فعلت ذلك فقد بالغت في العقوبة، وملكت طرفي المصلحة، وقمت على سواء السياسة، ونجوت من الحوب والمأثم في العاقبة، ففعل عبيد الله ما أمره به.
[1146]- قال عبد الملك بن عمر الليثي: بينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة، وأهل الكوفة يومئذ ذوو حال حسنة يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه، أتانا آت، فقال: هذا الحجاج قد قدم أميرا على أهل العراق، فإذا به قد دخل المسجد معتما بعمامته قد غطّى بها أكثر وجهه، متقلّدا سيفا، متنكبا قوسا، يؤمّ المنبر، فقام الناس نحوه، حتى صعد المنبر، فمكث ساعة لا يتكلّم، فقال الناس بعضهم لبعض: قبّح الله بني أمية حيث تستعمل مثل هذا على العراق، حتى قال عمير بن ضابىء البرجمي، ألا أحصبه لكم؟ فقالوا: أمهل حتى ننظر، فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه ونهض فقال: [من الوافر] .
أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وقال: يا أهل الكوفة، إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى:
هذا أوان الشدّ فاشتدي زيم ... قد لفّها الليل بسّواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم ... ولا بجزّار على ظهر وضم
قد لفّها الليل بعصلبيّ ... أبيض خرّاج من الدويّ
مهاجر ليس بأعرابيّ

[1146] نثر الدر 5: 13 والمستطرف 1: 50- 52 وانظر خطبة الحجاج نفسها في عيون الاخبار 2:
243 والبيان والتبيين 2: 307- 310 والعقد 4: 119 والكامل 1: 333- 340 وتاريخ ابن الاثير 4: 375 وصبح الاعشى 1: 218. والدميري 1: 190.
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست