responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 443
فقال: ألم أنهك عن السؤال وعن الشهادات في دين الله إلا في وقت جمام العقول؟
[1142]- وقيل: أراد أحمد بن طولون أن يكتب وثائق بأحباسه التي حبسها على البيمارستان والمسجد والسّقاية بمصر، فتولّى له كتب ذلك أبو حازم قاضي دمشق، فلما جاءت الوثائق أحضر لها علماء الشروط لينظروا هل فيها شيء يفسدها، فنظروها فقالوا: ما فيها شيء، ونظر فيها أبو جعفر أحمد بن محمد ابن سلامة الطحاوي الفقيه، وهو يومئذ شابّ، فقال: فيها غلط؛ فأحضره.
ابن طولون وسأله عن الغلط فقال: حتى أعرف من عملها، فقيل له: أبو حازم القاضي، فقال: ما يمكنني أن أذكر الغلط الذي فيها، فقال له أحمد ابن طولون: إن أنت لم تذكره لرسلي فاذكره لي، فقال: ما أفعل، قال:
ولم؟ قال: لأنّ أبا حازم رجل عالم وعسى أن يكون الصواب معه وقد خفي عليّ، فأعجب ذلك أحمد بن طولون وقرّبه وأجازه وقال له: فتخرج إلى أبي حازم لتواقفه، فخرج وواقفه عليه واعترف أبو حازم بالغلط، ثم رجع الطحاويّ إلى مصر وأدخل إلى ابن طولون، فقال: كان الصواب مع أبي حازم وقد رجعت إلى قوله، وستر ما كان، فذكر لابن طولون فزاد في نفسه.
[1143]- كان أحمد بن طولون شديد الاهتمام بأمر رعيته، وكان يجلس في الليل في قبة عالية من داره يتسمّع ويراعي أحوال مصر، فبينا هو ذات ليلة إذ سمع صياح كلب يصيح صياحا شديدا، فدعا بغلمانه وقال:
اسمعوا، فقالوا: نسمع صياح كلب. فقال: انظروا أين، فلم يزالوا ينظرون حتى قالوا: في ناحية كذا وكذا، فقال: عليّ بالكلب الساعة وسببه، فمضى الغلمان فلم يزالوا ينظرون حتى عرفوا الموضع فأخذوا الكلب، وإذا برجل نائم

[1142] انظر سيرة البلوي: 350 (الحاشية) نقلا عن مجموعة من الحكم منسوبة لياقوت المستعصمي.
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست