responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 418
وما قطع الرجاء بمثل يأس ... تبادهه القلوب على اغترار
فصمّم على قتله عند وروده عليه برؤساء أهل خراسان وفرسانهم، فلم يرعهم إلا ورأسه بين أيديهم، فوقف بهم بين الغربة ونأي الرجعة، فرأوا أن يستتموا الدعوة بطاعة سابور ويتعوضوه من الفرقة، فأذعنوا له بالملك والطاعة وتبادروه بمواضع النصيحة، فملكهم حتى مات حتف أنفه. فأطرق المنصور مليا ثم رفع رأسه يقول: [من الطويل] .
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الانسان إلا ليعلما
وأمر إسحاق بالخروج ثم دعا بأبي مسلم، فلمّا دخل إليه نظر إليه وقال: [من الوافر] .
قد اكتنفتك خلّات ثلاث ... جلبن عليك محذور الحمام
خلافك وامتنانك يزدهيني «1» ... وقودك للجماهير العظام
ثم وثب إليه ووثب حشمه بالسيوف، فلما رآهم أبو مسلم وثب، فبدره المنصور فضربه ضربة طرحه «2» ثم قال: [من السريع] .
اشرب بكأس كنت تسقي بها ... أمرّ في الحلق من العلقم
زعمت أنّ الدّين لا يقتضى ... كذبت فاستوف أبا مجرم
ثم أمر فحزّ رأسه وبعث به إلى أهل خراسان وهم ببابه، فجالوا جولة ساعة ثم ردعهم عن شغبهم انقطاعهم عن بلادهم وإحاطة الأعداء بهم، فذلّوا وسلموا له، وكان إسحاق إذا رأى المنصور قال: [من الوافر] .
وما أحذو لك الأمثال إلّا ... لتحذو إن حذوت على مثال

اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست