اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون الجزء : 1 صفحة : 352
تقول: عباد الله، أرسلني إليكم وليّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله في أموالكم، فهل لله في أموالكم من حقّ فتؤدوه؟ فإن قال قائل [لا] فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة، وإن كانت له ماشية أو إبل، فلا تدخلها إلا باذنه، فإن أكثرها له، فإذا أتيتها فلا تدخلها دخول متسلّط عليها ولا عنيف به. ولا تنفرنّ بهيمة ولا تفزّعها، ولا تسوءنّ صاحبها فيها، واصدع المال صدعين ثم خيّره، فإذا اختار فلا تعترض لما اختار، فلا تزال بذلك «1» حتى يبقى ما فيه وفاء لحقّ الله في ماله، فاقبض حقّ الله منه، فإن استقالك فأقله «2» ثم اخلطها، ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حقّ الله في ماله، ولا تأخذنّ عودا ولا هرمة ولا مكسورة ولا مهلوسة ولا ذات عور «3» ، ولا تأمننّ عليها إلا من تثق بدينه رافقا بمال المسلمين حتى توصله إلى وليّهم فيقسمه بينهم، ولا توكّل بها إلا ناصحا شفيقا وأمينا حفيظا غير معنف ولا مجحف، ولا ملغب «4» ولا متعب، ثم احدر إلينا ما اجتمع عندك نصيّره حيث أمر الله به، فإذا أخذها أمينك فأوعز إليه الا يحول بين ناقة وفصيلها، ولا يمصر بلبنها فيضرّ ذلك بولدها، ولا يجهدها ركوبا، وليعدل بين صواحباتها وبينها في ذلك، وليرفّه على اللاغب وليستأن بالنّقب والظالع، وليوردها ما تمرّ به من الغدر، ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق، وليروّحها في الساعات، وليمهلها عند النّطاف والأعشاب، حتى تأتينا بها باذن الله بدّنا منقيات غير متعبات ولا مجهودات لنقسمها على كتاب الله وسنّة نبيه صلّى الله عليه، فإنّ ذلك أعظم لأجرك، وأقرب لرشدك، إن شاء الله تعالى.
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون الجزء : 1 صفحة : 352