اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون الجزء : 1 صفحة : 115
[233]- وكان عليّ بن الحسين يأتي ابن عم له بالليل [1] متنكرا فيناوله شيئا من الدنانير، فيقول: لكن عليّ بن الحسين لا يصلني، لا جزاه الله خيرا، فيسمع ذلك ويحتمله ويصبر عليه ولا يعرّفه نفسه، فلمّا مات عليّ بن الحسين عليه السلام فقدها، فحينئذ علم أنه هو كان، فجاء إلى قبره وبكى عليه.
[234]- وقيل له: ما بالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة؟
فقال: أكره أن آخذ برسول الله عليه السلام ما لا أعطي مثله.
[235]- قال طاووس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب ويدعو ويبكي في دعائه فتبعته حين [2] فرغ «3» من الصلاة فإذا هو عليّ بن الحسين، فقلت: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمّنك من الخوف أحدها: أنك ابن رسول الله، والثانية: شفاعة جدك، والثالثة: رحمة الله. فقال: يا طاووس أما أني ابن رسول الله فلا يؤمنني، وقد سمعت الله عزّ وجل يقول: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ
، (المؤمنون: 101) ، وأما شفاعة جدّي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول: لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى
(الأنبياء: 28) ، وأما رحمة الله فإن الله عزّ وجلّ يقول: انها قريب من المحسنين، ولا أعلم أني محسن. [233] نثر الدر 1: 339.
[234] نثر الدر 1: 341، وربيع الأبرار: 243 ب، ولقاح الخواطر: 39 ب والكامل 2:
138.
[235] نثر الدر 1: 342، والعقد 3: 307، والكامل للمبرد 1: 255.
اسم الکتاب : التذكرة الحمدونية المؤلف : ابن حمدون الجزء : 1 صفحة : 115