responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 58
أما رسول بما تلقاه يخبره ... عساه يكشف ما تلقى من الضرر
فقلت والله لو علمته دنفي ... لما حباني بغير الدمع والسهر
لأنه لو رضي وصلي لجاد به ... ولم أرد شافعاً من سائر البشر
أعاذه الله من سقمي ومن ضرري ... ففي فؤادي لما ألقاه كالشرر
أبكي عليه وحقي أن أرى كلفاً ... ببدر تم نشا في أحسن الصور
من قال لي لم هجرت النوم قلت له ... هذا لرائحة النسرين في السحر
قد أعرض الحب عني بعد وصلته ... وبعد طيب الرضا والفوز بالظفر
ماذا عليه وقد أعلمته دنفي ... لو خفف المحمل الداعي إلى الضجر
ذكرت طيباً من العيش المواصل باللذات بعد خفيفٍ غير معتذر
دع الكئيب فلا تكثر ملامته فإنه ناح في الأصل والبكر
إن عاذلي كف عن لومي وعن عذلي ... ولم يرده يفز بالسمع والبصر
ومن ذلك:
قال إذ قلت قد أذبت فؤادي ... ومنعت الجفون طعم الرقاد
هل رسول أتى فأخبرني عنك ... بما قد لقيته في البعاد
قلت إني والله مختبل العقل قليل العزا طويل السهاد
فأجرني يا أفضل الناس من طو ... ل غرامي ولوعتي وانفرادي
فلقد أنكر العباد سقاماً ... هو في كل ساعةٍ في ازدياد
يا غزالاً هواه شرد نومي ... كن معيني على الأمور الشداد
ليت شعري متى توقع لي منك بوصلٍ به تغيظ الأعادي
وانتظاري لوصلك الفرج مازال يعجبني العا ... جل يا سيدي يذيب فؤادي
ومن ذلك:
ما زال يعجبني الفراغ وإنني ... لأظن ذلك قادني لشقائي
فالقلب مني بالهموم موكل ... قد قرحت جفني بطول بكائي
قد صرت بالشهوات صباً مغرماً ... وأجلها عندي وصال منائي
ومن ذلك:
قال العذول وأدمعي تجري ... سحاً على الخدين والنحر
هذا رسول الحب مبتسماً ... وبوجهه علم من البشر
فأظنه والله يخبر عن ... مولاك بالإبعاد والهجر
فأجبته من لي زورة من ... قد وكل الأجفان بالقطر
فأعاض سمعي بعد صحبته ... وقرا على اللوم والزجر
إني على ما كان من دنفي ... راضٍ لما يأتيه من أمر
فاقبل مناي قول ذي كمدٍ ... صبٍ وصدقه على خبر
ومن ذلك:
قال الرسول فقد شكوت صبابتي ... ستفوز بالزلفى وحسن مآب
أرى جل ما بك من غرامٍ فاسترح ... من ذاك ترك الذكر للأحباب
واجعلني للموعد القول منك تأوهاً ... كمتيمٍ آذى الهوى منصاب
فأجبته وصلي أصد به النوى ... والقلب فيه تلهبٍ كشهاب
قال أوصني ماذا أقول ولا تدع ... فكذلك المجموع بالأحباب
فأجبته غذ قال بزفرةٍ ... حزني وقال لقد فطنت لم بي
يا سيدي أرأيت عبداً يشتكي ... مولاه قال بلى فكان جوابي
يا أيها الإنسان قل لمعذبي ... هل ترضى عن قلبٍ بحبك صابي
يا من إذا امتنع الجواب أذابني ... وأعيش إن قال استمع لخطابي
هجر المنام مع الطعام لهجركم ... حتى يموت بكثرة الأوصاب
مزج المدامع والشراب بكاسه ... عشقاً ووجداً ليس ذا بعجاب
ألا ما للعواذل لي ومالي ... أطالوا اليوم من قيلٍ وقال
ألا وإنفاق مالي من حلالٍ ... وما ذاك هديت بسهلٍ في الضلال
رأيت تصرم الآجال يدنو ... ومالي لا تجلد بي يحال
تلومني وتقريب الأماني ... لعلمي لا يصح فما أعتيالي
سأجعل أكثر الأشغال عندي ... إلى طلب المحامد والمعالي
ألا يا عاذلي فاقطع ملامي ... وإلا حزت إكرام الموالي
أعاذل هل خلال لوم مثلي ... ألا دعني من القول المحال
فمن لمتيمٍ كئيبٍ حزين ... أتى بثلاث أحمالٍ ثقال
ومن ذلك:
لقد كان فيض الدمع يشفي صبابتي ... فمذ قام قد قامت علي قيامتي
جعلت شفيعي خاتم الرسل علها ... ترق لبلواي وطول صبابتي
وقلت لها قد والنبي سبيتي ... فبحت بما أخفيه من عظم فاقتي
صليني ففي وصلي حياتي وراحتي ... ولا تهجريني إن هجرك آفتي
معذبتي والله ما رمت سلوة ... ولكنني أشكو لفرط جهالتي

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست