responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 47
أجر كبدي من شدة الضر والأسى ... فأنت بفعل الخير والبر تعرف
ومن ذلك:
ما تسكن النفس يا سؤلي إلى سكن ... قد هبت كشف الذي القى من الشجن
مسرة بعدت والساعة اقتربت ... إذ بالمدينة لاح لا يغترني
كأن زوبعةً بالقلب قد لعبت ... فكل ريحٍ بقلبي لا تنهنهني
يا من أباهي به شمس النهار لقد ... كتمت وجدي فصاح القلب وا حزني
فغنها أدمعي تبدي إذا سجمت ... ما أكتم الناس يا من قد تملكني
عواذلي إن تتوبوا كان أجركم ... أجر الصلاة إذا قامت على السنن
كم لائمٍ قد رأى دمعي فصاح لقد ... كشفت ما بك من سرٍ ومن علن
كأن دمعي بحرٍ مذرف رويت ... به الربا والقرى طراً مع المدن
ومن ذلك:
ألما بي على دار الرباب ... ببردٍ من غليلي واكتئابي
فإني من غرامي ليس ترقى ... دموعي من همولٍ وانسكاب
فما حالي وأطيب من تحياتي ... مماتي للذي بي من عذابي
ومن سمك السماء لقد براني ... هوى شمس تجلت عن سحاب
أقول من من الصبابة حين تبدو ... من السحب المحيطة بالقباب
بروحي أحسن الثقلين وجهاً ... وأنطقهم حكماً أو صواب
أما لو كنت أملك حسن صبري ... صبرت وما جنحت إلى العتاب
رأت دنفي فقالت أنت صبٌ ... فقلت لها بصاحبة النقاب
3فقالت كف عنك فقد أسنت مناك وزلت عن عهد الشباب
فقلت لها وما هذا ببدع ... إذا سمت الوصال بلا ارتياب
فقالت بعد أن قد شئت قل لي ... فقلت الشيب يستر بالخضاب
فقال شبابها لي كف عنها ... وفرق بيننا بأنواع العقاب
إذا وصفت فبدرٌ فوق غصن ... على حقفٍ من الصم الصلاب
ومن ذلك:
سر بما نالني من الوصب ... وأظهر الهجر لي بلا سبب
وعاق قلبي عن السلو فقد ... صار عزاي عنه من العجب
يا مدعي النصح قل لظالمتي ... أرث لقلبي من شدة الكرب
لا تهجريني فالهجر يقتلني ... وواصليني يا ظبية اللبب
لبست ثوباً للسقم يشملني ... فهو جمالي في العجم والعرب
حكم الهوى نافذ وأنفذه ... ما كان فيمن يقول باللعب
آفتي التي أرسلت تعاتبني ... مع ظنها بي وقفي على الريب
وقولها لي هذا أمرٌ أبينه ... يكون بيع النفوس بالنشب
فقلت قلب المشوق أرسله ... يبيعه يا كريمة الحسب
وكان رهناً فسر يا أملي ... أن نشتريه بخالص الذهب
فتعتقيه فالرق منه لمن ... يملكه منك أشرف الرتب
صدت فلما شكوت مسكنتي ... جادت بفضل على الفتى الجذب
عادت بفضل عاد في كبدي ... صدع من الحب غير منشعب
وعاذلٍ قال لي يعنفني ... وقد لعمري أخطا ولم يصب
ماذا بكم من أليم هجرك كم ... قلت حشائي قد ذاب من اللهب
يا بفنه في اللذي أراد من الهجر ... الصبر عن الحب غير مجتنب
فسره ما أرى وقال لقد صبرت عن لذةٍ وعن طرب
فقلت دعني فكل داهيةٍ ... برأس مثلي حلت فلا كذب
فقال جد بالذي ذخرت له ... فبذلك الحال خير مكتسب
ومن ذلك:
صبٌ أضر به طويل بكاه ... لما نأى عنه جميل عزاه
وأذاب طول اللوم فؤاده ... ووهت لعمر أبيك منه قواه
يا قوم هل رجل يعين بدعوة ... يجزيه رب العالمين جزاه
قد حرت في أمري وأمر معذبي ... بصدوده عني وطول جفاه
بؤساً لصبٍ لاتني زفراته ... عن فعلها حتى تذيب حشاه
لهفي على من شفني بصدوده ... أسفي على من هدني بنواه
يا قوم كثرة لوعتي قد أمرضت ... قلبي فيا ويلي لطول ضناه
لهفي على الولد الشفيق لقد جفا ... زهواً فطرفي قد جفاه كراه
أبدي مصادمتي فعوتب فاحتوى ... قربي فصادمني جعلت فداه
عاتبته في ذلك الصلف الذي ... هو قاتلي فبكى ودام بكاه
ناديته لم ذا؟ فقال لطول ما ... تشكو ومن جمل الغرام شكاه
فأجبته هو ذا ترق لذلتي ... أي والذي خلق الهوى وبراه
فأجابني يا من تملك قلبه ... هل أنت ممن لا يخيب رجاه
فأجبته أكثرت عتبك في الهوى ... من طال فيك على البعاد بلاه

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست