ورسول الحبيب يحيي فؤادي ... مخبرٌ بالوصال من بعد هجري
فدع اللوم لي فقد قال ذو العرش سيأتيك اليسر من بعد عسر
ومن ذلك:
كل صبٍ يشكو إلى كل صبٍ ... ما يقاسيه من غرامٍ وكرب
إن يوم الفراق يوم عبوسٍ ... طال فيه حزني وخوفي ورعبي
آهٍ من عاذلٍ يمر ويمشي ... آهٍ من كاشحٍ يعذب قلبي
هل رحيمٌ يا قوم يأخذ للصب بثارٍ أو هل مجيرٌ لصب
ذاب بعضي أسىً وما قد تبقى ... نهبته أيدي الضنا أي نهب
وغرامي ما ينقضي حار منه ... كل آسٍ ما بين عجمٍ وعرب
ذهب الأطيبان من حسن صبري ... فدموعي سكبٌ على أثر سكب
قد رثى لي من لامني في بكائي ... وبكى مما أقاسيه صبحي
هل رسولٌ برٌ فيمضي إلى الحسب بقولي أو من يبلغ كتبي
ومن ذلك:
يا من يعذبني بغصب لسانه ... عجل حياتي يا جعلت فداكا
لا تصد عني لا لذنبٍ كان لي ... في الحب إلا أن شكوت جفاك
قد والمهيمن ذو المعارج هدني ... يا أيها الرجل الكريم هواكا
يا من نهيم به وأضمر حبه ... مالي جمالٌ في الحياة سواكا
ومن ذلك:
روحي فداك جد لصبٍ ... صبره مذ غبت راحل
يبكي أسىً وصبابةً ... أسفاً عليك وأنت هازل
ما أن يبين على الفراش ... من السقام أو أنت غافل
بي يا هديت من الصبا ... بة فوق ما قال العواذل
واها لخلق راحلٍ ... لمحبه بالهجر خاذل
حسبي بأنك قد علمت ... بأن مالي عنك شاغل
اعلم هداك الله أني ... مستهام القلب ذاهل
ومن ذلك:
قال لي من عليه دام سقامي ... ودموعي منهلةٌ بانسجام
يا عبيد الهوى أفق من جوى الحب ودع عنك فرط هذا الغرام
قلت إن كنت مستعداً لحربي ... ففؤادي نصب لدفع السهام
قال دع ذا فالصبر ليس ببدعٍ ... إنما ذاك خلق المستهام
قال كن راحماً لضري رعاك ... الله يا من يفوق بدر التمام
قال زدني فقلت لم أر خلقاً ... يخجل الغصن في اعتدال القوام
لك شبهٌ يا من إذا جاد بالوص ... ل يغيظ العدى قرر في اكتتام
فالكرام الجدود لا يستجرون ... لعمري عذابهم للكرام
فأجرني من السقام وإن جما ... لي في الخلق ثوب السقام
ومن ذلك:
من لصبٍ موكلٍ بالهموم ... عالج البؤس بعد طيب النعيم
جد لجرمي بالعفو يا أكرم النا ... س فإني عن لوعتي في أليم
ليس لي زلة سوى فيض دمعي ... ومقالي جد للكئيب السقيم
جد بحق الحليم ثم أعف عني ... وأجرني من فادحات الهموم
وأعف عني عفو الكريم فإني ... أحسب الهجر من عذاب الجحيم
أنت لي عدة لكل ملمٍ ... ولذنبي فغافر للعظيم
بأبي أنت جد بوصلي فمالي ... من شفيعٍ سوى الوداد القديم
واغتنم أجر من رجاك لبلوا ... هـ فأجرني على الغفور العليم
سوف أشكو الذي أقاسيه من صد ... ك عني إلى العزيز الرحيم
ومن ذلك:
إن كنت من دعوة المظلوم يا أملي ... أخذت حذرك فاظلم غير منتصر
إليك أشكو الذي ألقاه من كمدٍ ... فخذ لقلبي من سمعي ومن بصري
أيحسن الظلم لي بعد المشيب وبعد الأربعين الذي قضيت من عمري
كن بي رحيماً فقد يا سيدي بلغت ... روحي تراقيها من شدة الضرر
يا شادناً قد أذاب القلب حين بدا ... بالذل والشكل والتعثير بالحور
الحسن لا شك مسروقٌ لعمرك من ... بديع حسنك يا من تاه بالفخر
كم قائلٍ قال لي لما رأى دنفي ... ما بال دمعك يا مسكين كالمطر
ومن ذلك: وهذا أول كلام الشيخ الأدكاوي
يا بئس ما تفعل العين الكحيلة في ... قتل المحب عديم النوم والزاد
وأوقعت في الحشا سهماً أكابده ... إلى المعاد ومالي منه من فاد
هل تمنعها من العدوان أن لها ... في القلب أفعال أعداءٍ وحساد
على العباد بغت وفي الحشا بلغت ... ما تشتهي من نكاياتٍ وإفساد
ومن ذلك:
عجبت من ظبيٍ مر بي في غلالةٍ ... تنم عليه رقةً من صفاتها
فقلت لمن حولي وقد مر معجباً ... أهذا من الجنات قد جاء تائها