responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 28
فسار يتبعه طوعاً بلا رسنٍ ... يا حبذا ما أقاسيه من الضرر
فمن تراه مجيري من ضنا جسدي ... سوى بديعٍ نشا في أحسن الصور
ولا عزاني وقد ولت ركائبهم ... بمخجل الشمس لا بل ضرة القمر
أثنى عنان الصبى عمن يفندني ... في غصن بان ثنته الريح في السحر
ومن ذلك:
من بالقصاص لقد حكم ... من مهجتي فلقد ظلم
أعطى عدوك ما بعبد ... ك من سقامٍ أو ألم
مالي من الكرب المبر ... ح بي سوى باري النسم
كم من فؤادي تنتقم ... بالهجر كم هذا وكم
جد بالوصال كما ... وعدت لمستهامٍ ملتدم
من ذا أشار على محبك ... بالقنوع لما رحم
يا عاذلي في صبوتي ... قد زاد حرصك فاحتشم
من طول لومك لي على ... زين الأنام من الأمم
بؤساً لكل مفندٍ ... بالعذل من قلبي انتقم
ومن ذلك:
يظل فؤادي عند ذكراك يرجف ... فأحسبه من شدة الوجد يخطف
وأحسب أن الموت أن لا يزورني ... فيطرقني غذ قد براني التلهف
فهل من معينٍ أو لقلبك زاجرٌ ... فينصفني إذ ليس لي منك منصف
فعد فدتك النفس عن ظلم مدنفٍ ... فأنت بفعل الخير واليسر أعرف
فإن كان هذا الهجر منك تعمداً ... لمعصيةٍ بالعذل فالصب متلف
ومن ذلك:
تأمل ضنى جسمي وقيت من الضر ... لعلك أن ترثى فتقصر عن هجري
فيا من أذاب الجسم طول صدوده ... أصلني رجائي منك بالوصل يا ذخري
أقول إذا ما لج في اللوم زاجر ... ملامك عني لست أصغي إلى الزجر
أعاذل قد نلت الذي كنت تشتهي ... وأبصرت بي ما تبتغيه من الضر
غدا راحمً من كان بالأمس لائماً ... وعنفني كل العباد على الصبر
فديتك مالي بعد هجرك لذةً ... لني وحق الحب في أوثق الأسر
تقضت حياتي لم أسر بلذةٍ ... وأفنيتها بالهم والحزن والفكر
فيا لائمي في أن بكيت هل البكا ... حرامٌ على صبٍ يبيت على الجمر
دع اللوم لي فيمن كلفت بحبه ... فما أنت والرحمن في الحب ذو خبر
أخاف عليك الأثم في قتل مدنفٍ ... ألا إن لوم الصب من أعظم الوزر
كفاك بأني والسرور كحالمٍ ... رأى ما تمناه وزال مع الفجر
ومن ذلك:
ما للعبادة بابٌ غير وصلك لي ... فلجه بالوصل لي يا أكرم البشر
يا من تفرغ ما قد شغلت به ... عافاك ذو العرش من سقمي ومن ضرري
ما الأربعين الذي قضيت من عمري ... تعوقني عنك يا سمعي ويا بصري
مولاي قد بلغ الحساد بغيتهم ... بطول هجرك لي يا مخجل القمر
حتى اشتكى ما بي إلى رشأ ... أذاب قلبي بالتفتير والحور
رثى لسقمي أهل المدينة من ... جنٍ وأنسٍ وأهل البدو والحضر
إن مت يا أهل ودي فاطلبوا بدمي ... من قلبه في الهوى أقسى من الحجر
ويلاه من دنفي ويلاه من شغفي ... ويلاه من دمعةٍ تنهل كالمطر
يا أيها الرجل اللاحي على كلفي ... أقصر فما أنا من يصغي إلى النكر
لا كنت إن كان طول الزجر يزجرني ... وكيف ذاك وفي الأحشاء كالشرر
كم عاذلٍ قال لي لما رأى كمدي ... اصبر ولست على البلوى بمصطبر
ومن ذلك:
تظلم الورد من وردٍ بوجنته ... وظل يعجب من إفراط بهجته
لو قال لي بشرٌ ما تشتهيه لما ... أجبته غير قولي يوم زورته
يا قوم هل راحم لي من ضنا بدني ... إذا شكوت إليه طول جفوته
وقد كان في بعض ما لاقيت معتبراً ... لكن عبد الهوى يشجى بغصته
قد كنت أكتم بعض الأمر أفرق أن ... يغتالني عاذلي جهلاً بسطوته
ولائمٍ لامني في الحب مجتهداً ... فقال قلبك مقتولٌ بحسرته
فقلت والله إني يوم ودعني ... سؤلي أذاب فؤادي عند رحلته
لآخذن بحظي من بكاي فما ... يشفي المتيم إلا فيض عبرته
يا رب......مصقولٌ عوارضها ... نهت فؤادي عن تفريج غلته
صد الخيال وفي إلمامه فرجي ... وضن عني على عمدٍ برؤيته
فالقلب بين همومٍ ما تنهنهه ... قد واصلت مسه منها بصحته
إذا مددت يدي أدعوه مبتهجاً ... قبضتها مسرعاً من فرط عبسته

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست