responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 14
لا وأخذ الله من بالوصل يمطلني ... والهجر فهو به يا عاذلي عجل
ماذا عليه إذا أعلمته دنفي ... لو جاد بالوصل فهو السؤال والأمل
يا من أذاب فؤادي لا تلم دنفاً ... فليس يردعه لومٌ ولا عذل
أتاكم الله يا عشاق رحمته ... فكلكم أبدا من وحده ثمل
هل من كريمٍ يجير المستجير به ... فإن لي كبداً بالشوق يشتعل
بالله قوم هل داعٍ إلى خبلٍ ... قد كاد يملكه مما به الخبل
مضى رسولي إلى الأحباب معتذراً ... فأكرموه وقالوا هكذا الرسل
ومن ذلك:
لما شكوت الهوى قال المعنف لي ... لا تشكون الذي تلقى من الدنف
فقلت قد جاءني يا من يفندني ... رسول حبي فأشفى بي من التلف
وقال قد أزمع الحب النسير غدا ... فقلت والله مالي منه من خلف
وقلت ما باله يا ابن الكرام يرى ... وصلي حراماً وهذا أعظم الجنف
لا عذب الله من يرضيه سفك دمي ... وعذب الله من يرضيه بالخلف
يا سيداً أنا من هجرانه دنف ... يا من عليه يطيب النوح للكلف
إذا تنكر النوح لي فالحب أعظم ما ... بلي به الحر فاسمع قول معترف
إني لأعجب من قول النساء إذا ... قلن اصطبر عن شيبه البان في الهيف
والصبر أحسن مصحوبٍ وأبركه ... إلا عن الشادن المخصوص بالترف
ما أكثر العاذلات اليوم فيه وما ... أقلهن لكشف الضر والنحف
إني لأعجب من حملي على دنفي ... مؤنة الموقفي دهري على جرف
ومن ذلك:
شكوت إليه حزني واكتئابي ... وما ألقاه من طول العذاب
فقابلني بوجهٍ مكفهرٍ ... وقلبٍ لا يمل من العتاب
أنام الليل في خوفٍ ورعبٍ ... وأقطعه بدمعٍ وانتحاب
وصبري مستعدٌ غير وإن ... على السفر البعيد من الإياب
أقول لمن يعنفني عليه ... ويعذلني عدلت عن الصواب
أتحمل يا هداك الله لومي ... على القمر المحجب في القباب
على ظبيٍ يرى وصلي حراماً ... ويهجرني على غير ارتياب
رعاه الله من ظبيٍ غريرٍ ... يعذبني بهجرٍ واجتناب
وليس له رسولٌ غير فظٍ ... له قلبٌ من الصم الصلاب
إذا قال المعنف لي تسلى ... جرى دمعي بسجمٍ وانسكاب
ومن ذلك:
ماذا أقول إذا قال العدو أفق ... من الصبابة الأحزان والفكر
وقد أتاني رسول الحب يخبرني ... بأنه أزمع الترحال في السحر
فلست والله اسطيع السلو وقد ... سمعت ذلك عن سمعي وعن بصري
ظبيٌ إذا شمته وصلي يعنفني ... ويبتديني مع التعنيف بالضجر
أشكو إلى الله ما بي من هواه وما ... ألقاه فيه من الأسقام والضرر
وما أكابد من وجدي عليه وما ... ألقاه فيه من التعذيب والسهر
قد افتقرت فدته الروح من جلدي ... بعد الغنى ولا رأيٌ لمفتقر
يا عاذلي فيه ما أغناك عن عذلي ... لأن عذلك لي من أعظم النكر
اعلم هديت بأن النفس قد سكرت ... من الملام فما تصحو من السكر
ومن ذلك:
عجبت من قول من قال لها ... لم تصدين عن الصب الدنف
ثم قالت أيها الصادق في ... قوله أفديه من صب كلف
ما عليه لو شكا ما قاله ... فعسى قلبي عليه ينعطف
أبلغ الصب السلام ثم قل ... زر جهاراً لا تكن ممن صدف
حبذا من تخجل البان إذا ... ما تثنت بالتهادي والهيف
وحكاها البقر العين إذا ... خطرت لا بل غاثها بالترف
هل لقلبي من شفاءٍ عنده ... فلقد جارت وزادت في الجنف
قلت يوماً وبدت مسفرة ... ودموعي لغرامي تنذرف
جل رب الناس ما أسمنها ... ثم ما أعجب أمري في النحف
فانثنت من خجلٍ قائلةً ... هل دواءٌ لك من هذا الشغف
ومن ذلك:
تعرضت من بغيره ... من الصبر حتى قد عرضت إلى الصبر
إذا كان دمع الصب يظهر سره ... كففت عن الدمع المواصل في القطر
فيا رائق الحسن الذي فضح الورى ... جللت عن الشمس المنيرة والبدر
أجل الرياش السقيم للصب أنه ... إذا كان ذا جسمٍ عزوه إلى الغدر
فيا من عليه الهجر ضربة لازمٍ ... لصبٍ عليه الصبر من أعظم الوزر

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست