responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 12
أيها الناس إن قلبي عميد ... كشف الله ما به من شجون
يا عذولي قد حاز إثماً مبيناً ... شادن ما عليه لي من معين
ليس بالمرء غفلة عن سقامي ... كفاني ما بالتي في سكون
ومن ذلك:
لقد قال سؤلي حين صعدت أنفاسي ... وأخفيت ما ألقي حذاراً من الناس
أتاني رسولٌ عنك أخبر جاهداً ... بقولك: إني قد طربت إلى الكاس
فقلت هداك الله جد بزيارتي ... فقد ضج في فرط التودد جلاسي
من الدين والإيمان وصلي فقال لي ... كذبت بل الإيمان بعدك يا قاس
فقلت: خف الله المهيمن في دمي ... ولا تجفني من بعد قربٍ وايناس
وأكثرت تكراراً عليه أغث فتى ... تبدل بعد العقل فيك بوسواس
فقد صرت رأس العاشقين فما ترى ... فديتك من قبل النزول بارماس
ومن ذلك:
لم أنسه إذ قال لي ومدامعي ... تجري على الخدين غير جوامد
قد والنبي سميت قربك فاغترب ... عني فلست إلى الوصال بعايد
ظبيٌ يرى وصلي عليه محرماً ... وله على حبه أعدل شاهد
قلبي رعاه الله فيه مروع ... أبداً وعقل الصب ليس بزايد
ماذا عليه لو رثى لصبابتي ... وأجارني من لائمٍ ومعاند
هل لذة الدنيا لسوى نيل المنى ... وسلامتي من بغي واشٍ وحاسد
أسفي على دار الحبيب وبعده ... عني وفيها كل ريمٍ صائد
بأبي نعذب مهجتي من لو كا ... ن يفرح أن يجود لقاصد
لي عاذلٌ لا ينثني عن عذله ... وملامه في حب قرم ماجد
يبدي صدوداً كلما داريته ... وأخافه كمؤمرٍ أو قائد
ومن ذلك:
نهاني عن الشكوى إليك عواذلي ... وقالوا دع الشكوى إلى غير راحم
فقلت فإن الصادق الود من شكى ... وكان لما يلقاه غير مكاتم
فيا من عليه الهجر ضرية لازبٍ ... لمختبلٍ بادي الصبابة هائم
عليك من الصب السلام تحيةً ... وعش سالماً إني امرؤٌ غير سالم
أتصفح عن عبدٍ أتى متندماً ... فأحسن عفوٍ كان عن ذنب نادم
إذا كل عن قولي لساني فإنني ... أبث هواي بالدموع السواجم
من الطين هذا الخلق طرا وأنت من ... نمير يراك الله يا ابن الأكارم
فاحسب أن الكهل والطفل لو شكوا ... عذاب الهوى أبنوا بكل العظائم
أما والهوى إن الهوى ليدب في ... عظامي فخذها خلفة غير آثم
كمثل دبيب النار في الفحم الذي ... أعد لها فالموت من لوم لائم
ومن ذلك:
ما دعاني لو جعلت فداه ... أبداً أطال عزه وبقاه
هل رسولٌ إليه يخبره عن ... مستهامٍ شقاه طول جفاه
إتق الله يا رسولي إليه ... وأطل لي في عتبه بعساه
يتلاقى وصلي فناديته اللهم قرب من الحبيب لقاه
أنا والله في أليمٍ من الشوق ... فقال الرسول ذاك مناه
قلت ماذا عليه من مستهامٍ ... وجل شفه الهوى وبراه
آهٍ وا حسرتي على كل صبٍ ... خانه صبره وقل عزاه
ومن ذلك:
مرني بما شئت يا مولاي أعمله ... غير السلو فإني لست أرضاه
يا من عليه رداء الحسن يشمله ... قد نال كل المنى من أنت مولاه
قد لجسم سقما ما يفارقه ... فأمنن بكشفٍ ضنا من طول بلواه
ما أن رأى عملاً للصب أوفق من ... تضرعٍ لمناه حين يلقاه
يا سيداً عمل الخيرات شيمته ... قد نال مني عدوي ما تمناه
إني لأعجب من صبري ومن جلدي ... على احتمال سقامٍ أنت مبداه
يا من عليه مدى الأيام معتمدي ... لأنت يا سؤل قلبي في سويداه
أشكو إلى الله ما ألقاه منك فهل ... ترى لمستهترٍ قد دام شكواه
يا أحسن الناس في وصلي الفخار فصل ... وسرني يا من مناي سرك الله
لا وأخذ الله من يرضيه سفك دمي ... وأحسن الله في الدارين عقباه
مالي إليه رسولٌ غير مسكنتي ... وعلمه أنني مذ كنت أخشاه
من قال إن الهوى يحلو لذائقه ... أعاذه الله من ضري وعافاه
ومن ذلك:
وأضمر في نفسه عذابي ... بدرٌ تجلى في السحاب
في كل يومٍ يذل قلبي ... بالصد عن غير ما ارتياب
يا عاذلي إن أردت يوماً ... خلاص قلبي من العذاب

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست