يرمى إلينا نظر الموموق ... عجلان منها عن غدير النوق
على شمال مطعم مرزوق ... بكف بسطام على توفيق
آنس سرباً لايح التبريق ... فانقضّ ضارٍ كعب التمزيق
كأنه حطَّان منجنيق ... إذا انتحى بمخلبٍ علوق
طأطأ منهنّ عن التحليق ... قد وثقوا من وقعة الموثوق
بوقعِ لا وان ولا مسبوق ... يدير عيني وعلٍ موروق
يصكّ كل خُرّبٍ بطريق ... بين فضاء الأرض والمضيق
يعطيه بعد النفض والتعريق ... عنقاً ورأساً كقفا الإبريق
أوراق إلا جدّة التطويق ... أدمج بالحناء والخلوق
مما يُشَفّى من دم العروق ... كان صوت ريشه المطروق
لما تدلى من أعالي النيق ... قصباء حَتّ في ضيا حريق
وأنشدني بعض أهل العلم:
يا رب صقر يفرس الصقورا ... ويكسر العيقان والنسورا
يجتاب برداً فاخراً مطرورا ... مسّيراً بكتفه تسييرا
وقد تقبَّى تحته حريرا ... مشّمرا عن ساقه تشميرا
يضاعف الوشي به التنميرا ... معرّجاً فيه ومستديرا
كما يضمُّ الكاتب السطورا ... كأنه قد ملك التصويرا
لنفسه فأحسن التقديرا ... يروم منه أسداً هصورا
مشزرّاً ألحاظه تشزيرا ... كأنّ في مقلته سعيرا