وضَجّت الكلاب في المقاود ... تطلبها وهي بجهدٍ جاهدِ
وصحتُ بالأسودِ كالخطّاف ... ليس ببيضيّ ولا غِطراف
ثم دعوت القوم هذا بازي ... فأيكم بنشط للبرازِ
فقال منهم رشأ: أنا أنا ... ولو درى ما بيدي لأذعنا
فقلت: قابلني وراء النهر ... أنت لشطرٍ وأنا لشطر
طارت له درّاجة فأرسلا ... أحسن فيها بازُه وأجملا
علّقها فعطعطوا وصاحوا ... والصيد من آيينه الصياحُ
فقلت ما هذا الصياح والقلقْ ... أكلّ هذا فرح بذا الطلق
وقال كلاّبيَ: سوّ البازا ... قد حُرّر الكلب فجز وجازا
فلم يزل يزعق بي مولائي ... وهو كمثل النار في الحلفاء
طارت فأرسلتُ فصارت شلوا ... حلّت بها قبل العلوّ البلوى
فما رفعت الباز حتى طارا ... آخر عوداً يحسن الفرارا