فما تنفك بين عُويرضاتٍ ... تجرّ برأس عكرشة زَموعِ
تعوذ ثعالب الشرقين منها ... كما لاذ الغريم من التبيعِ
وأول من سبق إلى هذا المعنى امرؤ القيس فبلغ منه غايةً كل أحد يرومها بعده يقصر عنها وذلك قوله:
كأني بفتخاء الجناحين نِضوةٍ ... على عجل منها اطأطئ شملالِ
وذكر حالها ثم قال:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العنَّاب والحشف البالي
فجمع بين تشبيهين في بيت ثم أتعبه الناس.
وقال الهُذَليّ:
ولله فتخاء الجناحين لِقوةٌ ... توسّدُ فرخيها لحوم الأرانبِ
كأن قلوب الطير في جوف وكرها ... نوى القسب يلقى عند بعض المآدبِ