{وَقَالُواْ اتخذ الرحمان وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} [الآيات: 88 - 89] .
الإِدّ: المنكر الفظيع الشنيع.
بدأ الحديث عمَّن افترى على الله بأنّه اتخذ ولداً بأسلوب الحديث عن الغائب خطاباً للمؤمنين.
وعَقِبَ ذلك وجّه الخطاب للمفترين فقالَ الله لهم:
{لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} .
وفائدةُ هذا الالتفات تحقيق غرضَيْنِ:
الأول: تَثْبِيتُ المؤمنين على عقيدة تنزيه الله عمّا لا يليق به سبحانه.
الثاني: تَأْنِيبُ المفترين على الله بأنَّهم ارتكبوا أمراً بالغ النكارة والفظاعة والشناعة.
مع الاقتصاد والإِنجاز في العبارة.
***
تطبيقات تحليليّة لأمثلة قرآنية
المثال الأول: قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (يس/ 36 مصحف/ 41 نزول) ضمْنَ عَرْضِ قصّة أصحاب القرية الّتي جاءها المرسلون فكذّبوهم:
{وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى المدينة رَجُلٌ يسعى قَالَ ياقوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الآيات: 20 - 22] .
دلَّت عبارة {وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي} على أَنَّ قَوْمَه تَوَجَّهُوا له يحاكمونه على انتصاره للرُّسُل، فأخذوا يسألونه ويُجيبُهُم بحكمة وعقْلٍ وسداد، وباستطاعتنا أن نتخيّل مجلس المحاكمة: