اسم الکتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 335
يمشي وهو أعرج إلّا وقد كان هرثمة أقبح مشيا منه. وذكروا أنّه كان على ظهر الفرس يعطي يوم الرّوع حقّه من الطّعان.
قال العمريّ [1] : كان عمر بن الخطاب يمسك أذنه اليسرى بإصبعه اليمنى، ثم يثب على ظهر الفرس كأنّما خلق هنالك [2] . وكان يقول:
«اقطعوا الرّكب [3] ، وانزوا على الخيل، وتمعددوا واخشوشنوا [4] » .
وكان يقول: «إيّاكم والسّمنة فإنّها عقلة، وامشوا حفاة فإنّكم لا تدرون متى تكون الجولة [5] » .
- وفي الطبري 9: 77 في حوادث 223 أنّ هرثمة هذا كان واليا على المراغة، وكان في عداد من سمّاه العباس بن المأمون أنّه من أصحابه، فكتب المعتصم في حمله في الحديد، فتكلم فيه الأفشين واستوهبه من المعتصم فوهبه له، فكتب الأفشين كتابا إلى هرثمة يعلمه بذلك، وأنه قد ولّاه البلد الذي يصل إليه الكتاب فيه، فورد به الدّينور عند العشاء مقيّدا، فطرح في الخان وهو موثق في الحديد، فوافاه الكتاب في جنح الليل، فأصبح وهو والي الدينور. [1] العمريّ هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري، أحد الفقهاء السبعة، وكان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة، وشرفا، وحفظا وإتقانا. توفي سنة 147. تهذيب التهذيب. وفي البيان 3: 24: «قال الأصمعي: قال العمري» . وفي عيون الأخبار 1: 132- 133 «وقال العمري» . [2] في البيان: «يأخذ بيده اليمني أذن فرسه اليسرى، ثم يجمع جراميزه ويثب فكأنما خلق على ظهر فرسه» . وفي عيون الأخبار: «يأخذ بيده اليمنى أذنه اليمنى، وبيده اليسرى أذن فرسه اليسرى ثم يجمع جراميزه» .. إلخ. [3] الرّكب، بضمتين: جمع ركاب، وركاب السرج: ما توضع فيه رجل الراكب. [4] الخبر برواية أخرى في البيان 3: 24، وثالثة في عيون الأخبار 1: 132.
وتمعددوا، أي تشبهوا بعيش معدّ بن عدنان، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. وبدله في عيون الأخبار: «وعليكم بالمعدّية، أو قال العربية» . [5] في البيان: «متى تكون الجفلة» . الجفلة: الهرب والانقلاع.
اسم الکتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 335