اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 77
{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [1]. وقال: {أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [2]. وقال: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [3].
الأحاديث: فأما أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقوله: "خير الناس رجل ممسك بعِنَانِ فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيعة طار إليها" [4]. وقوله: "ضموا ماشيتكم حتى تذهب فحمة العشاء" [5]. وقوله: "إنا لا نقبل زبد المشركين" أي: رفدهم. وقال صلى الله عليه وسلم: "رب تقبل توبتي واغسل حوبتي" [6]. وقال صلى الله عليه وسلم: "غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر".
كلام الصحابة: قال علي بن أبي طالب[7] -رضي الله عنه- في كتابه إلى ابن عباس[8] وهو عامله على البصرة في بعض كلامه: "أرغِب راغبهم واحلل عُقد الخوف عنهم"[9]. وسُئل عن تغيير الشيب[10] وما رُوي في ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "غيِّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود". فقال علي رضي الله عنه: "إنما قال ذلك والدين في قُلٍ[11]، فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرئ وما اختار لنفسه". وقال أبوبكر الصديق[12] -رضي الله عنه- وذكر الملوك فقال: "إن الملوك إذا ملك أحدهم زهّده الله في ماله، ورغّبه في مال غيره، وأشرب قلبه الإشفاق [1] سورة مريم، آية: 4. [2] سورة الحج، آية: 55. [3] سورة يس، آية: 37. [4] العِنَان: اللجام. الهيعة: الصوت تفزع منه وتخافه من عدو ونحوه، أو هي صوت الصارخ للفزع.
المعنى: خير الناس رجل أخذ عِنَان فرسه واستعد للجهاد في سبيل الله كلما دعا داعي الجهاد. استعار الطيران للعدو. [5] فحمة العشاء: ظلمته. الضم: الجمع والحفظ. [6] الحوبة: الإثم. [7] ابن عم رسول الله، تولى الخلافة بعد عثمان، قتل سنة 40هـ. [8] هو عبد الله بن عباس، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، كان حَبْرَ الأمة وعالمها، وولي البصرة لعلي، وتوفي بالطائف سنة 68هـ. [9] عقد: جمع عقدة؛ وهي موضع العقد وهو ما عقد عليه. [10] أي: بالخضاب. [11] أي: قلة. [12] الخليفة الإسلامي العظيم الأول، توفي سنة 13هـ.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 77