اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 73
نص الكتاب: مقدمة ابن المعتز لكتاب البديع:
قال عبد الله بن المعتز رحمه الله:
قد قدمنا[1] في أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع؛ ليعلم أن بشاراً[2] ومسلماً[3] وأبا نواس[4] ومن تقيّلهم[5] وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفن؛ ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في [1] قدم الشيء: جعله مقدَّمًا. [2] أبو معاذ بشار بن برد، نشأ في البصرة وقدم بغداد وأدرك الدولتين: الأموية والعباسية، وهو زعيم المحدثين ومن المبتدعين في مذاهب الشعر ومعانيه والمتصرفين في شتى فنونه والمجيدين في الأساليب الشعرية، اتهم بالزندقة وقتل سنة 167هـ. [3] نشأ صريع الغواني مسلم بن الوليد الأنصاري في الكوفة، وفيها درس وتأدَّب ونظم القريض ومدح الأمراء وأثرى، ويعد في الطبقة الأولى من المحدثين، وهو ممن تكلفوا البديع في شعرهم حتى رُمي بإفساده، ويجمع شعره بين الأسلوب القديم والحديث مع رقة واضحة، مات بجرجان سنة 208هـ. [4] نشأ أبو نواس الحسن بن هانئ بالبصرة ثم تحول إلى الكوفة ليتخرج على والبة بن الحباب، ونبغ في الشعر فرحل إلى بغداد وفيها تألق نجمه ووثقت صلاته بالرشيد والأمين، وكان ضليعًا في سائر فنون الثقافة الدينية والأدبية، وهو شاعر اللذات الحسية وشعره صورة لمذهب اللذة الذي طبع عليه، ويمتاز بافتنانه وكثرة تصرفه وحُسْن جودته وسهولة أسلوبه ورقة لفظه وسلامة نظمه، وأجود شعره خمرياته، مات ببغداد سنة 198هـ. [5] تقيل الولد أباه: نزع إليه في الشبه واحتذى حذوه.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 73