اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 125
أهونك علينا فقد بقى أعزك علينا، فطابق -كما ترى- بين العز والهوان[1].
وقال أدد[2] بن مالك بن زيد بن كهلان وهو من طيئ في وصيته لولده: لا تكونوا كالجراد[3]، أكل ما وجد، وأكله مَن وجده. وقيل لابن عمر[4] رضي الله عنه: ترك فلان مائة ألف، فقال: لكنها لا تتركه. وقال الحجاج في خطبته: إن الله كفانا مئونة الدنيا، وأمرنا بطلب الآخرة، فليت الله كفانا مئونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا. وقال: من العمل ما هو ترك للعمل، ومن ترك العمل ما هو عمل.
ومن المطابقة قول الحسن[5] المشهور: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت[6]. وقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان[7] للحسين[8] وهو والي المدينة في بعض منازعاتهم: ليس طول حلمنا عنك لا يدعو جهل غيرنا إليك. وقال أبو الدرداء[9]: معروف زماننا منكر زمان قد فات، ومنكره معروف زمان لم يأتِ. وقال الحسن -رضي الله عنه- وقد أُنكر عليه الإفراط في تخويف الناس: إن [1] في البيان "ج2 ص63 طبعة سنة 1927" الرواية تفصيلًا مع بعض تغيير، وفي صفحة 211/ 2 يرويها الجاحظ برواية أخرى وهي: قال عيسى لعروة حين ابتلي برجله فقطعها: يا أبا عبد الله، ذهب أهونك علينا وبقي أكثرك لنا. [2] جاهلي قديم، وكان رئيس قومه. [3] يضرب به المثل في التفرق والانتشار. [4] صحابي جليل آثر البعد عن ضجيج الحياة وشغب الفتنة وورث عن والده الفاروق الخلق والدين، وكان فقيهًا ومحدثًا، وتوفي بالمدينة عام 73هـ. [5] هو الحسن البصري الإمام الزاهد الواعظ، المتوفى سنة 110هـ، وولد في خلافة عمر. [6] وفي رواية للجاحظ: من أمر نحن فيه، بدل من الموت "97/ 3 بيان". [7] سيد شريف من قريش في الصميم، وكان من أسرة بني أمية، وولاه معاوية المدينة، وتوفي بعد منتصف القرن الأول. [8] سبط رسول الله وابن فاطمة الزَّهْرَاء، وقتل عام 63 في عهد يزيد بن معاوية. [9] صحابي جليل، وولي قضاء دمشق لمعاوية بأمر الفاروق، مات سنة 32هـ.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 125