اسم الکتاب : البحث الأدبي بين النظر والتطبيق المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 69
موقف المشرف على البحث:
رأينا أن التقليد للآخرين في اختيار الموضوع يعد خطيرا في باب البحوث، وأن الانقياد للغير والاستسلام له بموضوع مفروض عليه، يعوق الباحث الجاد عن الوصول إلى الحقيقة، ويمنعه من الوصول إلى نتائج علمية أصيلة وجادة مبتكرة.
لذلك ينبغي الحذر كل الحذر من أن يفرض الأستاذ المشرف على الباحث موضوعا يعيشه منذ البداية ولأول وهلة وبمجرد لقاء معه أو لقاءين، ومناظرة أو مناظرتين، حتى لا يتصف هذا العمل بالعجلة والتسرع، وبخاصة للناشئة من الباحثين الذين يغريهم هذا الصنيع، لأنه سيعفيهم من القراءة ويريحهم من عقبات البحث عن الموضوع، ومرارة التحصيل في سبيله، ليأخذه الناشئ على عجل فرحا، فقد وفر عليه أستاذه المشرف جهدا ووقتا، حتى إذا جاء، لم يجد شيئا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه، وهنا يعود ثانية بعد ضياع الوقت ليكشف عن الموضوع بنفسه ونشاطه العلمي في البحث والقراءة والدراسة.
ولكن مهمة الأستاذ المشرف لا أصفها بالسلبية على هذا النحو بل عندي أنه سيتقلد مهمة صعبة شاقة هو نفسه سيحاسب عليها مثل الباحث تماما في ميزان الدقة من القضايا العلمية وعند العلماء والباحثين بعد إجازة الباحث.
ولذلك ينبغي على الأستاذ المشرف أن يكون دقيقا مستوجبا
اسم الکتاب : البحث الأدبي بين النظر والتطبيق المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 69