اسم الکتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المؤلف : القزويني ، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 92
ظاهر كلام الشيخ عبد القاهر في مواضع من دلائل الإعجاز، وعلى ما ذكرناه هو الإسناد لا الكلام، وهذا ظاهر ما نقله الشيخ أبو عمرو بن الحاجب[1] رحمه الله عن الشيخ عبد القاهر[2]، وهو قول الزمخشري في الكشاف، وقول وقول غيره، وإنما اخترناه؛ لأن نسبة المسمى حقيقة أو مجازًا إلى العقل على هذا لنفسه بلا وساطة شيء، وعلى الأول لاشتماله على ما ينتسب إلى العقل، أعني الإسناد.
أقسام المجاز العقلي باعتبار طرفيه: حقيقيتهما ومجازيتهما أو أحدهما:
قال الخطيب:
ثم المجاز العقلي باعتبار طرفيه -أعني المسند والمسند إليه- أربعة أقسام لا غير؛ لأنهما إما:
1- حقيقتان، كقولنا أنبت الربيع البقل، وعليه قوله:
فنام ليلي وتجلى همي
وقوله:
وشيب أيام الفراق مفارق ... "وأنشزن نفسي فوق حيث تكون"
وقوله:
"لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى" ... ونمت وما ليل المطي بنائم3 [1] إمام في اللغة والنحو توفي عام 646هـ. [2] وهو ظاهر كلام عبد القاهر في الأسرار والدلائل كما فهمته أنا.
3 لجرير ومثل البيت قول النعمان بن بشير:
ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا ... وليلك عما ناب قومك نائم
وقول عمرو بن براق:
فلا تأمنن الدهر حرًّا ظلمته ... فما ليل مظلوم كريم بنائم
ومثله في المجاز، قول الشاعر:
نهاري بأشرف التلاع موكل ... وليلي -إذا ما جنني الليل- آرق
اسم الکتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المؤلف : القزويني ، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 92